-
Dr Ezzideen, Gaza : « J’écris parce que les mots sont la seule chose qui nous reste pour enterrer les morts »

J’écris parce que les mots sont la seule chose qui nous reste pour enterrer les morts-Dr Ezzideen, Gaza : « J’écris parce que les mots sont la seule chose qui nous reste pour enterrer les morts »
Il y a des moments où un homme cesse d’être un homme. Il devient une blessure. Une entaille ouverte dans l’univers. Je suis cette blessure.
J’écris ces mots non pas depuis une pièce, mais depuis la tombe du sens lui-même.
Et je les écris les mains tremblantes et le cœur blasphématoire, car je ne sais plus si la prière est une vertu ou une malédiction. Parce que le silence céleste est devenu si fort
que je crains qu’il ne me fracasse le crâne.
Ils nous ont dit de fuir.
Ils nous ont dit : « Allez vers le sud, vous y serez en sécurité. » Alors nous sommes partis.
Obéissants.
Dociles.
Mendiant la vie comme des mendiants mendient leur pain. Mais il n’y a pas de sud.
Il n’y a pas de sécurité.
Il n’y a que la terre qui tremble sous le poids des cadavres, et des enfants portant les yeux des morts sur leurs visages.
Je suis assis maintenant dans une pièce plus petite qu’un confessionnal, vingt-huit mètres carrés de culpabilité.
Et j’ai honte de posséder même cela.
Honteux parce que mon ami gît sans tête dans le Nord.
Honteux parce que je respire, et que sa mère ne respire plus. Honteux parce que survivre, ici, est devenu un péché.
Qu’est-ce que c’est ?
Comment appelle-t-on un monde où l’innocence
est une condamnation à mort et la justice une superstition ?
N’appelez pas cela une guerre. Appelez cela un massacre rituel. Appelez cela un abandon divin.
Appelez cela pour ce que c’est : la lente crucifixion
d’un peuple en plein jour, pendant que les évêques de la démocratie sirotent du vin et parlent de « contexte ».
Ils ont bombardé une tour aujourd’hui. Quarante-huit familles. Trente minutes pour s’échapper.
Puis ce fut le feu.
Puis ce furent les décombres. Puis ce fut le silence.
Et le monde, ce monde boursouflé et anémié, regardait, les yeux secs et le ventre plein.
Ils l’ont écrit.
Ils l’ont appelé « une réponse ».
Ils ont dit : les infrastructures du Hamas.
Je dis : une crèche avec du sang encore humide sur les couvertures.
Je dis : un enfant recroquevillé autour des chaussures de sa sœur morte.
Je dis : un père creusant des briques
avec ses ongles parce qu’il n’y a plus de pelle, plus d’ambulance, plus d’espoir.
Et les tentes, ne nous insultez pas avec ce mot. Une tente n’est pas un abri. Une tente est une parodie d’abri.
Une tente, c’est ce qu’on donne aux fantômes quand même la poussière a oublié leurs noms.
Et pourtant, d’une certaine manière, mon cœur bat. Pourquoi ?
De quel droit bat-il ?
De quel droit suis-je là pendant que d’autres disparaissent en fumée ?
Oh mon Dieu, si Tu regardes, alors regarde ça.
Trois autres maisons sont tombées au moment où j’écris. Trois. Chacune avec sa propre histoire sainte,
sa propre berceuse interrompue par le cri de l’acier.
Si ce n’est pas l’enfer, alors l’enfer est superflu. Et pourtant j’écris.
Parce que les mots sont la seule chose qui nous reste pour enterrer les morts.
Un poème écrit par le docteur Ezzideen le 11 septembre à Gaza. Tribune – L’Humanité du 18 septembre 2025
-
الطاهر المعز – نيبال، خلفيات الإنتفاضة: فجوة طبقية وفساد مُتأصّل

نيبال، خلفيات الإنتفاضة: فجوة طبقية وفساد مُتأصّل : الطاهر المعز
مُقدّمة
تقع نيبال (الاسم الرسمي – جمهورية نيبال الديمقراطية الاتحادية) في جنوب آسيا، عاصمتها كاتماندو، وتقع البلاد في الجزء الأوسط من جبال الهيمالايا، في الجزء الشمالي من شبه جزيرة هندوستان، وتبلغ مساحتها 147,2 ألف كيلومتر مربع، وتحدها الصين من الشمال والهند من الجنوب، ويبلغ عدد سكانها 29,7 مليون نسمة (سنة 2024)، من بينهم 12 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 16 و40 عاماً، ويمثلون 43% من السكان، وفقاً لإحصاءات الحكومة، وينقسم سكان البلاد إلى نيباليين ( حوالي نصف السكان) بالإضافة إلى أكثر من مائة مجموعة عِرْقِيّة، من شعوب ماديسي وثارو وماغار ونيوار وشيربا فضلا عن التقسيم الطّبقي المُجْحِف جدًّا، ويعتنق حوالي 80% من السكان الهندوسية التي تُعدّ كذلك الدّيانة المُهيمنة في الهند، ويعتبرها الحرب الحاكم ( في الهند) بهارتيا جانات، الإيديولوجية الرسمية للدّولة، مع مسحة عنصرية ضد غير الهندوس، ، ويُقدّر معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في نيبال بأكثر من 76% من السكان وفق بيانات سنة 2022، ويُقدّر الدخل السنوي للفرد بحوالي 1400 دولار، مع سوء توزيع الثروة بين السّكّان، إذْ يُسيطر 10% من السكان على 46,5% من الثروة، ولا تملك 10% من الأُسَر الفقيرة سوى 2,6% من ثروة البلاد، وينعكس هذا التفاوت في ارتفاع عدد الفُقراء، حيث يُعاني نحو 71% من النيباليين من الفقر وعدم المساواة، فضلا عن انتشار الفساد بين المسؤولين الحكوميين…
فَرَضَ الموقع الجغرافي للبلاد المَحْصُورة بين الجبال المرتفعة ( سلسلة الهيمالايا) والهند والصّين، علاقات متطورة مع هذيْن البلدَيْن، وترتبط الهند ونيبال بمعاهدة سلام وصداقة تم توقيعها سنة 1950، فضلا عن الدّيانة الهندوسية المُشتركة، فيما تأسست العلاقات مع الصين سنة 1955، وتُعد الهند أكبر شريك اقتصادي لنيبال، والصين ثاني أكبر شريك اقتصادي، وأدّى تطور العلاقات مع الصّين إلى توقيع معاهدة صداقة سنة 2009، وتضم العاصمة كاتماندو مَقَرّ رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي (سارك) منذ تأسيسها سنة 1985…
لمحة عن الوضع السياسي العام:
كانت البلاد مَلَكِيّة حتى سنة 2008، وتم إقرار دستور جديد سنة 2015، أرسى دعائم « جمهورية ديمقراطية اتحادية »، وتم يوم 14 تموز/يوليو 2024، تعيين كيه بي شيربا أولي، زعيم الحزب الشيوعي النيبالي الماركسي اللينيني (CPN-UML)، رئيسًا للوزراء من قِبل رئيس نيبال، رامشاندرا بوديل (حزب المؤتمر النيبالي)، الذي انتُخب رئيسًا غير مباشر لنيبال يوم التاسع من آذار/مارس 2023، وضَمَّ الائتلاف الحاكم – غير المتجانس – حزب المؤتمر النيبالي (NC) والحزب الشيوعي النيبالي الماركسي اللينيني (CPN-UML) منذ يوليو تموز/يوليو 2024، عقب سقوط رئيس الوزراء السابق، السيد داهال (المعروف باسم « براشيندا »)، الذي فشل في الحصول على ثقة البرلمان يوم 12 تموز/يوليو 2024.
اندلعت حرب أهلية في نيبال، سنة 1996، لما شنّ جناح مسلح للماويين، كان قد انشقّ عن الحزب الشيوعي النيبالي، حملةً للإطاحة بالنظام الملكي، وتفاقم الوضع السياسي الداخلي سنة 2001، بسبب أزمة سياسية ارتبطت بمقتل أفراد من العائلة المالكة، بمن فيهم الملك بيريندرا شاه، وأُطلِق ولي العهد ديبندرا الرصاص عليهم (وكان سبب المأساة صراعات عائلية)، وتم تنصيب جيانيندرا شاه (شقيق بيريندرا) ملكًا على نيبال. خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2006، وأبرمت الحكومة اتفاقًا مع الماويين، سنة 2008، منهيةً بذلك حربًا أهلية استمرت عشر سنوات وأودت بحياة أكثر من 16 ألف شخص، وتم تجريد الملك من سلطاته…
الوضع السياسي الداخلي بعد العام 2008
بعد إلغاء النظام الملكي، استمر عدم الاستقرار في البلاد، حيث تغيرت الحكومات، وأثار اعتماد دستور جديد سنة 2015 استياءً بين شَعْبَيْ ماديسي وثارو القاطنين قرب الحدود مع الهند، ولم يؤيدوا إقامة نظام اتحادي، معتقدين أن القانون الأساسي، الذي أُنشئت بموجبه سبع مقاطعات رئيسية في البلاد، لم يُراعِ الحدود التاريخية لمنطقتهم، وبعد ذلك، أُغلقت الحدود مع الهند لعدة أشهر، مما أدى إلى انقطاع شبه تام للإمدادات الغذائية والكهربائية عن البلاد واتهمت السلطات النيبالية الهند بفرض « حصار اقتصادي متعمد »، مما فاقم الوضع في البلاد خصوصًا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد سنة 2015.
جرت أول انتخابات بعد اعتماد الدّستور الجديد، سنة 2017، وأسفرت عن فوز القوى اليسارية بقيادة الحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني الموحد (CPN UML) وتولى زعيمه، شارما أولي، منصب رئيس الوزراء، لكن دخلت البلاد في فترة عدم استقرار سياسي وانهيار الائتلافات وتصويت بحجب الثقة، وتغيرت عدة حكومات (13 حكومة بين سنتَيْ 2008 و 2024) ، قبل عودة شارما أولي إلى السلطة، على رأس حكومة يقودها الحزب الشيوعي النيبالي (UML) وحزب المؤتمر النيبالي ( حزب « وسطي » ) خلال شهر تموز/يوليو 2024، وهي الحكومة التي بقيت قائمة ( تحالف حزب المؤتمر والحزب الماركسي اللينيني الموحد) طيلة 14 شهرًا إلى أن اندلعت أكبر الاحتجاجات في السنوات الأخيرة، وكانت القشّة التي قَصَمت ظَهْر البعير ( أو القطرة التي أفاضت الكأس) فَرْض الحكومة النيبالية قيودًا على عدد من برامج المراسلة والشبكات الاجتماعية التي لم يتم تسجيلها لدى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قبل الموعد النهائي المحدد يوم 4 أيلول/سبتمبر 2025، وكان المشاركون الرئيسيون في الاحتجاجات طلابًا وشباب من حركة شباب الجيل Z ( الجيل الذي وُلِدَ مع القرن الواحد والعشرين) وهم شباب اعتادوا الإلتفاف على المَحْظورات، وتم إرسال الجيش إلى العاصمة « للحفاظ على النظام »، وتم فرض حظر التجول الذي رُفِعَ – كما رُفِعَ الحظر على الشبكات غير المُرخّصة، يوم التّاسع من أيلول/سبتمبر 2025، واستقالت الحكومة، ومع ذلك استمرت الاحتجاجات، وأشعل المتظاهرون النار في مباني العديد من المؤسسات الحكومية، بما في ذلك البرلمان والمحكمة العليا ومكتب المدعي العام، ومنازل السياسيين والمسؤولين، سواء كانوا في الحكومة أو خارجها، وقُتل خلال الاضطرابات أكثر من خمسين متظاهر وأصيب حوالي 1200، وأعلنت قيادة الجيش إنها « تتحمل مسؤولية الأمن في البلاد في غياب القيادة السياسية »
الوضع الاقتصادي والأسباب الحقيقية للإنتفاضة
تحسّن وضع النساء وتحسنت قطاعات التعليم والصّحّة، وانخفضت نسبة الفقر، خلال الفترة من 2017 إلى 2024، رغم الكوارث، ومن ضمنها الزلزال المُدمّر، وكانت حكومة ائتلاف حزب المؤتمر والحزب الشيوعي النيبالي الموحّد تهدف إلى الوصول إلى وضع « السوق الناشئة » بنهاية سنة 2026، لكن موارد الدّولة ضعيفة ( السياحة وتحويلات المُغتربين وبعض المنتوجات الزراعية والمنسوجات…) وتتلقى الدّولة نحو 635 مليون يورو « كمساعدات » سنوية، 50% منها من البنك العالمي وبنك التنمية الآسيوي، وهو ما يمثل أكثر من نصف ميزانيتها التنموية، فضلاً عن « المساعدات » الهندية والصينية، وتلقّت البلاد، في أعقاب الزلازل العنيفة بين يومَيْ 25 نيسان/أبريل و12 أيار/مايو 2015، مِنَحًا وقروضًا بقيمة 4,4 مليار دولار في مؤتمر « المانحين الدوليين » الذي عُقد في نيبال خلال شهر حزيران/يونيو 2015، وبعد ستّ سنوات، لم يتعافى الإقتصاد من الزلزال، إلى أن حلّت أزمة كوفيد-19 التي أدت إلى شلل اقتصاد البلاد الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع السياحة (1,05 مليون وظيفة مباشرة)، وبلغ الناتج المحلي الإجمالي لنيبال 40 مليار دولار، سنة 2024، وشهدت البلاد نموًا سنويًا بنسبة 4,6% وهو نمو ضعيف بالنسبة لاقتصاد لا يعتمد على تقنيات وصناعات بقيمة زائدة مرتفعة، ولا تمكّن هذه النّسبة من النّمو استيعاب البطالة والقضاء على الفقر، إذا توفّرت النِّيّة والعزيمة لدى الحكومة لاستخدام الإيرادات في خلق وظائف…
نشرت وكالة الصحافة الفرنسية ( آ. ف. ب. 10 أيلول/سبتمبر 2025) تحليلاً عن الوضع الذي أدّى إلى الإنتفاضة الأخيرة، وعللته « بالإحباط المتراكم منذ أكثر من عشرين عامًا، مما ساهم في استمرار التوترات رغم رحيل الحكومة »، وكان الغضب قد انفجر، ظاهريا بسبب إغلاق السلطات النيبالية لوسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الأسباب الحقيقية أعمق بكثير، وتتفاقم منذ سنوات، ومن ضمن هذه الأسباب الفقر والبطالة والفساد والمحسوبية، وبعد مجازر يوم الثامن من أيلول، حيث قتلت الشرطة نحو عشرين متظاهرًا مع إصابة المئات، انتشرت الصور على نطاق واسع، وسرعان ما أدان « المجتمع الدولي » والأمم المتحدة تصرفات السلطات النيبالية، ودعت الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق ( ولم نر الإدانة بهذه السُّرعة والمطالبة بإجراء تحقيق بشأن قضايا أخرى، وخصوصًا إثر مجازر غزة المستمرة منذ سنتَيْن)، واستجابت السلطات النيبالية، فأعادت مواقع التواصل الاجتماعي وأعلنت فتح تحقيق، وأعلن رئيس الوزراء كيه بي شارما أولي استقالته، ولم تكن هذه الخطوات كافية لتهدئة الوضع، ففي غضون ساعات، عاد مئات النيباليين، أغلبهم من الشباب، إلى شوارع العاصمة ونهبوا المباني العامة ومنازل المسؤولين الحكوميين، ومنذ مساء الثلاثاء 09 أيلول/سبتمبر 2025، استعاد الجيش السيطرة على شوارع كاتماندو، وفُرض حظر تجول، وجرت مناقشات لتشكيل حكومة مؤقتة…
البطالة والفقر والتّهميش
سجل الاقتصاد النيبالي نموا بنسبة 4,9% بالمئة في الأشهر الستة الأولى من عام 2025، ارتفاعا من 4,3% بالمئة في الفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعا بشكل رئيسي بالقطاعين الزراعي والصناعي، وعانى الشعب النيبالي من البطالة وانعدام آفاق المستقبل، يتأثر الشباب بشكل خاص بهذا الوضع السّلبي، حيث فاق معدل البطالة بين الشباب – دون 25 سنة، أو ما سُمِّيَ جيل ( Z ) – نسبة 20% سنة 2024، ويمثل هذا الجيل 43% من السكان.
هنا يكمن السبب الحقيقي وليس ما راج في وسائل الإعلام الدّولية « إن السبب هو حظر وسائل التواصل الاجتماعي »، لكن الأمر ليس كذلك، فالأسباب متراكمة منذ أكثر من عِقْدَيْن، ويُغذّيها الفساد والمحسوبية، ويغادر الشباب البلاد بمئات الآلاف متجهين إلى الهند أو الخليج، بسبب غياب الآفاق، وأصبحت التحويلات المالية من الخارج جزءًا حيويًا من اقتصاد نيبال، وشكّلت سنة 2024، ثُلُثَ النّاتج المحلي الإجمالي للبلاد، وهو رابع أعلى معدل في العالم، وفقًا لتقرير البنك العالمي ( أواخر نيسان/ابريل 2025)، لبنك الدولي. ووفقًا لأحدث تقرير للبنك الدولي، الذي تضمن « إن هذه التحويلات القياسية لا تُمكّن من تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية، والدّليل إن مئات الآلف من النيباليين لا يزالون يسافرون إلى الخارج بحثًا عن عمل « ، فيما يعمل 82% من القوى العاملة في البلاد بشكل غير رسمي، أي أنهم لا يملكون عقود عمل أو حماية قانونية، وفق بيانات البنك العالمي ( أيلول/سبتمبر 2024) الذي يوضح أن هذا الرقم أعلى بكثير من المتوسطات العالمية الأخرى، ولا تُعادل فُرص العمل عدد الشباب حجم الوافدين الجدد إلى سوق العمل، أي حوالي 500 ألف شاب سنويًا، ولذا فإن حظر وسائل التواصل كان الشرارة المباشرة للإنتفاضة، إلا أن جذور الغضب أعمق بكثير، إذ يعاني نحو خُمس الشباب النيبالي من البطالة، بينما يشهدون في المقابل مظاهر حياة مرفهة لأبناء الأثرياء، وما انفكّت الفجوة تتعمّق بين أقلية من الأثرياء وغالبية السكان، حيث يبلغ متوسط دخل الفرد نحو 1400 دولار سنوياً فقط، وأجّج هذا التناقض، وكذلك غياب محاسبة الفاسدين واللُّصوص الغضب، خصوصًا لدى فئة الشباب الفاقد للشغل واليائس من المستقبل، ووُلِدَ معظمهم بين سنتَيْ 1995 و 2010، وبينما اعتبرت منظمات حقوق الإنسان الأجنبية « إن مشروع القانون المتعلق بالتواصل الاجتماعي ومحاولة الحد من حرية التعبير هو الشرارة التي أطلقت غضب الشباب »، اعتبرت العديد من قوى اليسار في الدّاخل والخارج « إن الاحتجاجات تعكس تراكمات طويلة من الحيف والقهر والفساد والاستياء »، ولهذه الإحتجاجات سمات مشابهة لانتفاضات شبابية في بنغلاديش وسريلانكا المجاورتين، والتي أدت في السابق إلى إسقاط حكومات، وكذلك في إندونيسيا، حيث رفَع المتظاهرون نَفْس الرّاية ( عَلَم) التي رفعها المتظاهرون في نيبال، والتي لا علاقة لها بعلم البلاد أو برمز معروف كالعلم الأحمر مثلا، الذي يرمز للإشتراكية أو ما إلى ذلك…
تمتلك نيبال واحدًا من أعلى معدلات الهجرة، إذ يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، وهناك حوالي 535 ألف نيبالي (مُسجَّل) يعملون في الخارج – أي ما يفوق 17,2 شخصًا لكل ألف نيبالي، وارتفع عدد المهاجرين خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد الزلزال، ففي سنة 2000، كان عدد النيباليين الحاصلين على تصاريح عمل أجنبية 55 ألف، وارتفع العدد إلى عشرة أضعاف، سنة 2024، وسُجِّل رقم قياسي جديد في الفترة 2022-2023، حيث تم إصدار 771,327 تصريحًا.
يشعر عدد كبير من الشباب بالغضب لعدم قدرتهم على تلبية احتياجاتهم من العمل داخل نيبال، لكنهم مجبرون على الهجرة وغالبًا إلى وظائف وضيعة وهشّة وبرواتب ضعيفة، ونقلت وسائل الإعلام المحلية خلال شهر شباط/فبراير 2025، وقائع حادث مروع في يونجام (كوريا الجنوبية)، عندما انتحر امهاجر نيبالي يبلغ من العمر 28 عامًا بسبب خفض الأجور باستمرار من قِبَل أرباب العمل، وفي أعقاب انتحاره، وردت تقارير تفيد بأن 85 نيباليًا لقوا حتفهم في كوريا الجنوبية خلال السنوات الخمس الماضية، نصفهم منتحرين بسبب الإحباط مما زاد من غضب الشباب تجاه الحكومة التي يتهمها الشباب بمراعاة مصالح المستثمرين الأجانب وإهمال مهاجريها، الذين كانت تحويلاتهم المالية إلى بلادهم أعلى بكثير من الإستثمارات الأجنبية…
اغتنمت بعض الفئات الرجعية الصعوبات الإقتصادية والفَقءر والبطالة وعدم الإستقرار السياسي، لتُرَوّجَ إلى فكرة « المَلَكِيَّة الهندوسية »، وظهرت العديد من الملصقات تدعو للعودة إلى النظام الملكي، وتدعم العديد من القوى السياسية اليمينية هذه الاتجاهات، مثل حزب راشتريا براجاتانترا أو لجنة الحركة الشعبية المشتركة – التي تشكلت خلال شهر آذار/مارس 2025، وحزب شيف سينا نيبال، وحزب فيشوا هندو ماهاسابها، وشنت هذه الأحزاب ( معظمها تدعمه الحركات الهندوسية الهندية والحزب الحاكم بهارتيا جاناتا) حملات ضد السياسات العلمانية ودعت إلى العودة إلى الحكم الهندوسي، وتستخدم المهرجانات الهندوسية والشبكة الإلكترونية لتضُمّ الفئات المُهَمّشة والمضطهدة – عبر العمل الخيري – باسم الوحدة الهندوسية العابرة للطّبقات، في إطار خطّة محكمة التنظيم للإستيلاء على السلطة واستعادة النظام الملكي الهندوسي، وإعادة الاستبداد باسم مكافحة الفساد…
التدخلات الخارجية للولايات المتحدة والهند
أدّى الوضع غير المُستقر وقلة الموارد إلى زيادة الأطماع وزيادة التّدخّلات الخارجية، وكانت حكومة يمين الوسط بقيادة كيه بي أولي مقربة من الولايات المتحدة، وانضمت نيبال إلى مؤسسة تحدي الألْفِيّة (MCC) التابعة للحكومة الأمريكية في شباط/فبراير 2017، وهو قرار اتخذته حكومة يسارية، رغم معارضة قطاعات كبيرة من اليسار لهذه الخطوة، واضطرت الحكومة فيما بعد، بسبب الضغط الذي مارسته قواعد اليسار إلى الإبتعاد عن مؤسسة تحدي الألفية، لكنها رحبت بجون وينجل (نائب رئيس مؤسسة تحدي الألفية) في كاتماندو خلال شهر آب/أغسطس 2025، « لإجراء محادثات حول استئناف المساعدات الأمريكية ومناقشة استمرار مشاريع البنية التحتية »، وفق وسائل الإعلام المحلية والأمريكية، وفي غضون ذلك، سعت حكومة ناريندرا مودي اليمينية المتطرفة في الهند إلى تعزيز دور الحزب اليميني القومي الهندوسي في نيبال، والذي كان هامشيًّا، وتدخّلت الهند بطُرُقٍ عديدة في احتجاجات سنة 2025، ويريد اليمين المتطرف في نيبال ( الذي يدعمه حزب بهارتيا جاناتا الحاكم في الهند) استغلال انهيار الحكومة للعودة إلى الساحة السياسية في نيبال، وهاجم كوادر الحزب الجمهوري الشعبي مكتباً شيوعياً خلال شهر آذار/مارس 2025، وهو ما تكرّر بأحداث أيلول/سبتمبر 2025، ومن الجدير بالذّكر إنه لم يتعرّض أي منزل أو مكتب للحزب الجمهوري الشعبي لهجوم المتظاهرين، خلافًا لمكاتب الأحزاب الشيوعية والتقدمية وكذلك المساكن الخاصة لأهم قادتها 2025.
قد تُؤدّي هذه التّدخلات الخارجية إلى إطالة أمد الأزمة، بتواطؤ من قيادات الجيش التي استخدمت القمع لإعادة بعض الهدوء المشوب بالفوضى والخطر إلى نيبال، ورغم الإحترام الذي تحظى به سوشيلا كاركي، رئيسة الحكومة الجديدة والمؤقتة ( حتى انتخابات آذار/مارس 2026) وهي رئيسة قضاة نيبال السابقة (2016-2017) لكن هذا الخيار مؤقت، ولن تكون للحكومة المؤقتة صلاحية إجراء أي تغييرات جوهرية، وقد تتظاهر رئيسة الحكومة ووزراؤها بأنهم فوق السياسة، لكن هذا لن يؤدي إلا إلى خيبة أمل الناس بالديمقراطية وإغراق البلاد في أزمة طويلة الأمد، وعموما لا يكمن حل مشاكل البلاد في تعيين رئيس وزراء جديد بل في توفير العمل والمسكن والصحة والتعليم وما نُسمية « الحياة الكريمة »…
ملاحظات بشأن الفترة 2015 – 2025
تم إقرار الدستور الجديد سنة 2015 وشكّلت مُساهمة اليسار في صياغة الدّستور وفي نقاشات المجلس التأسيسي فُرصة لإحداث تغيير تقدمي في بلد فقير، وفازت مختلف الأحزاب التقدمية ( بقيادة الحزب الشيوعي) سنة 2017، بنسبة 75% من مقاعد البرلمان، وشكلت الأحزاب الشيوعية الكبرى سنة 2018 ائتلافًا وكتلة انتخابية موحدة، ونفذت الحكومات اليسارية خططا مكنت من معالجة الفقر فانخفض معدل فقر الأطفال من 36% سنة 2015 إلى 15% سنة 2025، وارتفع معدل الوصول إلى الكهرباء إلى 99% من السّكّان، وأدّت برامج محو الأمية إلى ارتفاع معدّلات إجادة القراءة والكتابة إلى أكثر من 76% من المواطنين، وقطعت البلاد خطوات في مجال مساواة المرأة بالرجل ومساواة الأثنيات والقوميات، ومع ذلك، لا تزال هناك الفجوة كبيرة، إذ تنخفض معدلات التفاوت بِبُطْءٍ شديد، ولا تزال معدلات الهجرة مرتفعة، كما ظل الفساد مُنتشرًا ولم تتمكن حكومات اليسار من احتواء الفساد والتفاوت والتضخم، وبقيت تعتمد على القروض – التي تُسمّى أحيانًا « مُساعدات » – وعاد صندوق النقد الدّولي إلى فَرْضِ شُرُوطِهِ، ولم تصمد هذه الكتلة اليسارية فقد انقسم الحزب الموحد سنة 2021، وفشلت محاولات استخدام أدوات الدولة القديمة للتحقيق في قضايا الفساد، بل تم إبعاد الوزراء الذين حابوا الفساد والمحسوبية، وضمت الحكومة أحزاب وَسَطِيّة ( أي يمينية) مثل حزب المؤتمر النيبالي، مما أدّى إلى فَشل الخطط التقدّمية لمعالجة البطالة والفقر ومشاغل العاملين والفُقراء الذين لا زالوا يُعانون منأثار الزلزال الذي دَمَّرَ – سنة 2015 – مقاطعة غوركا – وأدّى إلى قَتْل أكثر من عشرة آلاف مواطن وبقي مئات الآلاف بلا مأوى، بينما يعيش ربع النيباليين على الأقل تحت خط الفقر، فضلا عن ضُعف الرعاية الصحية ومؤسسات التعليم العام بفعل نقص التمويل…
حصلت بعض الفئات المهمشة – مجموعة الداليت والنساء والشعوب الأصلية، والتارو، والمسلمين، والماديسي، وسكان كارنالي وسودورباشيم – على بعض المكتسبات المُهدّدة حاليا بالتلاشي، وهي مكتسبات تم إقرارُها من قِبَل الجمعية التأسيسية و الدستور الجمهوري الذي كفل لأول مرة حقوق الفئات المهمشة، لكن مشاركة عناصر رجعية في حركة الإحتجاجات – مستخدمةً التخريب والحرق والتدمير – تُهدّد بإلغاء المكاسب التي تحققت بالتضحيات والنضال من أجل العدالة الإجتماعية والمساواة والاستقلال والتغيير التقدمي الذي يضع حَدًّا للإقتصاد القائم على المحسوبية منذ قرن، وعلى سيطرة قلة احتكارية وثيقة الصلة بالنظام الملكي على الأراضي والتمويل والعقود الحكومية، ووضع حدّ لنموذج نمو يعتمد على تصدير العمال المهاجرين وتطوير البنية التحتية الممولة بالديون…
استخلاصات
بدأت هذه الاضطرابات، وهي الأكثر دموية في نيبال منذ إلغاء النظام الملكي عام 2008، يوم الخميس الرابع من أيلول/سبتمبر 2025، وأعلنت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات النيبالية آنذاك عن حجب 26 منصة، بما في ذلك فيسبوك وإكس ويوتيوب، لأنها رفضت التسجيل لدى الوزارة، لكن الفساد والتفاوت الاجتماعي في البلاد كان السبب الرئيسي في انطلاق واستمرار المظاهرات، وقدّم وزير الدّاخلية راميش ليخاك استقالته، وتبعه رئيس الوزراء في اليوم التالي، وعادت منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية إلى طبيعتها ومع ذلك استمرت المظاهرات وتم نَهْب العديد من المباني العامة، ومساكن القادة السياسيين، وغيرها من رموز السلطة في العاصمة كاتماندو، وأُضرمت النيران في البرلمان، وكذلك في مقر إقامة رئيس الوزراء المستقيل والمحكمة العليا ووزارتي الصحة والنقل، بالإضافة إلى العديد من المركبات المحترقة، وقُتل ما لا يقل عن 51 شخصًا وهرب 12,500 سجين خلال الاحتجاجات التي أدت إلى سقوط الحكومة، وأسفرت الهجمات على منازل السياسيين عن قتل زوجة رئيس الوزراء النيبالي السابق جانا ناث خانال، حيث قام المتظاهرون بحبسها في المنزل وإشعال النار فيه، حسبما ذكرت وكالة أنباء خبر هوب، ولم يَعُد الهدوء إلى كاتماندو سوى يوم الجمعة 12 أيلول/سبتمبر 2025، بعد نَشْر قوات عسكرية كبيرة في العاصمة كاتماندو وحظر التجوال في العاصمة والمدن الكبرى…
كان دَوْر قائد الجيش الجنرال أشوك راج سيجديل ويتشاور حاسمًا في تعيين رئيسة الوزراء الجديدة، رئيسة المحكمة العليا السابقة سوشيلا كاركي، بتعلة إن المتظاهرين طالبوا بتعيينها، وهي تعلّة استُخدمت سابقًا في بنغلادش، لتعيين المصرفي الثري مجمد يونس رئيسًا للحكومة، وأصبحت الرئيسة السابقة لقُضاة نيبال رئيسةً للحكومة يوم العاشر من أيلول/سبتمبر 2025، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب، وأدّت اليمين الدستورية أمام الرئيس رام تشاندرا بوديل، يوم 12 أيلول/سبتمبر 2025 في العاصمة كاتماندو، بحضور رئيس أركان الجيش، الجنرال أشوك راج سيجديل، غير إن عددًا من الملاحظين المحلّيّين عبروا عن استيائهم من فَتْحِ المجال أمام أنصار الملك السابق جيانيندرا شاه وحزب « راستريا سواتانترا » اليميني، مما قد يُشكّل انتكاسا وعودة الى الحكم الاستبدادي الإقطاعي، وفق شهادات أوردتْها وكالة رويترز ووكالة أسوشيتد برس بتاريخ 12 أيلول/سبتمبر 2025، كما كما يُشير بعض الباحثين المحليين إن الولايات المتحدة وصندوق الديمقراطية الوطني التابع للكونغرس الأمريكي ( NED ) يمول منظمة « هامي نيبال » التي تأسست سنة 2015 والذي وفّر الدعم اللوجيستي وربما المالي لزعماء ورموز الإحتجاجات الأخيرة…
يُطالب الحزب الشيوعي النيبالي (المركز الماوي) بفتح تحقيق جدِّي في حوادث التدمير والنهب والحرق المتعمد، فقد تعرضت عشرات المباني العامة ومكاتب الأحزاب السياسية والمنازل الخاصة والفنادق والمصارف والمنشآت التجارية بما ومبنى المجلس التشريعي ومقر إقامة الرئيس وقصر سينغا دوربار ( المجمع التاريخي في نيبال ) والمحكمة العليا وهيئة الاستخبارات المركزية ومكاتب الأجهزة الأمنية للهجوم، كما تم استهداف القادة السياسيين جسديًا، بعد حرق مقرات الأحزاب ومنازل قادتها، وتستوجب الأعمال العنيفة والحوادث و أعمال القمع والقتل والنهب والحرق التي وقعت خلال الاحتجاجات إجراء تحقيق قضائي رفيع المستوى وتشكيل لجنة تتمتع بصلاحيات كاملة للتحقيق في أصول كبار المسؤولين والقادة، وحَظْر تَوَلِّي أعضاء البرلمان مناصب وزارية…
إن دخول القوى التقدمية في تحالفات مع أحزاب وقوى يمينية ( ولو كانت مُصنّفة « وَسَطِيّة ») غير ذي جدوى لأن اليسار يُمث التغيير الجذري لنظام الحكم والنظام الإقتصادي والإجتماعي والسياسي، وهذا غير ممكن من خلال التحالف مع قوى تريد المحافظة على الوضع السائد الذي يعتمد على استغلال العاملين والكادحين وعلى اضطهاد الأقليات والفُقراء والمُهمّشين وعلى تعميق الفجوة الطّبقية وتكديس الثروات بين أيدي قلّة من السّكّان، وهذا نقيض الإشتراكية وبرامج فئات اليسار والقوى التقدّمية، وما حصل في سريلانكا ونيبال واليونان وإسبانيا يؤكّد ذلك…
الطاهر المعز
-
ماهو تفسيرك لنجاح بعض الأعمال الجزائرية المعاصرة مكتوبة باللغة الفرنسية على حساب أخرى وهل للجوائر الأدبية دخل في توسيع دائرة قراءة أعمال دون غيرها ؟ جواد رستم تواتي

ماهو تفسيرك لنجاح بعض الأعمال الجزائرية المعاصرة مكتوبة باللغة الفرنسية على حساب أخرى وهل للجوائر الأدبية دخل في توسيع دائرة قراءة أعمال دون غيرها ؟ جواد رستم تواتي
من الواضح اليوم أن « النجاح » في الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية يصنع – في غالب الأحيان – في فرنسا. لابد قبل التوسع في هذه النقطة من العودة إلى مفهوم الهيمنة الثقافية الذي طوره أنطونيو ڨرامشي. لابد كذلك من التذكير أن الاستعمار صيرورة تاريخية قائمة على علاقات هيمنة اقتصادية، سياسية و ثقافية، التي لا تزول بمجرد زوال التواجد العسكري و الاستيطاني، بل بالقضاء على تلك علاقات الهيمنة. إذ هناك علاقة جدلية بين الهيمنة السياسية و الاقتصادية من جهة، و الهيمنة الثقافية: كما تقول المؤرخة أني لاكروا ريز، « لا تقوم هيمنة اقتصادية إلا بتصدير آليات الهيمنة السياسية و الثقافية الداعمة لها ». و الأدب بصفة عامة يلعب هذا الدور، و يعتبر من أقوى الأعمدة للقوة الناعمة، بل صار من أخطر الأسلحة في ترسانة حروب الجيل الخامس.
بعد الاستقلال، كان هناك مشروع ثوري للتحرر الفعلي و الكلي، و تشييد اقتصاد ذاتي التمركز من أجل سيادة وطنية فعلية و ذاتية في تقرير المصير. توصلنا هذه النقطة إلى مفهوم آخر: التصور للعالم، weltanschauung، الذي صاغه كانط و طوره في مجال الأدب ڨولدمان. في الحقبات الثورية، كما تسعى الشعوب إلى الذاتية في تقرير مصيرها، تسعى كذلك إلى الذاتية في تصورها للعالم و لنفسها. مع التخلي عن المشروع الثوري و العودة إلى أحضان الاستعمار الجديد ابتداءا من الثمانينات و ما سمي بالانفتاح، استيراد السلع الشبه كلي صحبه استيراد التصور للعالم: من يملأ بطنك يملأ رأسك. فصار بعض الكتاب باللغة الفرنسية الراغبين في الاندماج في اصطبل صانعي الهيمنة الثقافية بفرنسا يتناولون العناصر الفكرية و الإيديولوجية التي تسمح لهم بالانخراط في صفوف ما سماه إدوارد سعيد بالمخبرين المحليين. فصاروا يقومون بإعادة تدوير الخطاب الاستعماري المهيمن في القرن 19 (و الذي يمثل أرنست رنان أكبر صورة له) في قالب « محلي ». فوجدت هذه الأعمال صدى كبير عند التيارات الرجعية الفرنسية، التي طبلت لها تحت ستار « شهد شاهد من أهلها »، و قامت بالترويج لها في الجزائر عبر الجناح الثقافي للطابور الخامس (دور نشر، جرائد، إعلاميين، تحت الرعاية السامية و الشبه خفية للسفارة الفرنسية)، فصادفت عقدة المستعمر الكامنة عند فئة كثيرة من القراء، عقدة تأزمت مع التراجع الذي عرفته الجزائر في شتى المجالات منذ الثمانينات. فصار ما يأتي من الغرب بصفة عامة، و فرنسا بصفة خاصة، يحمل علامة الجودة، بغض النظر عن المحتوى، و صار التصفيق لهؤلاء و اقتناء كتبهم علامة الانتماء إلى صف التقدميين و المتقدمين، و لو كان خطابهم في غاية القدم (صور نمطية للقرن 19) و الرجعية. هذا بمجرد الترويج الإعلامي. فكيف بإعطاء الجوائز؟ و لا يتسع المقام للتفصيل في « ثقافة النرجسية » التي حللها كرستوفر لاش في كتابه الشهير، أين بين كيف يعيش الفرد النرجسي نجاح المشاهير بالنيابة؛ و هذا يشمل كل النجاحات، لا سيما الأدبية… إن صح أن نسمي ذلك الارتقاء بالزحف نجاحا.
المصدر : https://www.alfaisalmag.com/
-
Djawad Rostom Touati – Préface au roman de Meslem Abdelfattah « Le déluge d’Al-Aqsa » (censuré par la télévision algérienne)

Le déluge d’Al-Aqsa, roman de Meslem Abdelfettah. Préface de Djawad Rostom Touati
« Un grand destin est promis aux auteurs (…) qui, attaqués, creusés, retournés par les événements, s’exprimeraient en hommes, et non en mimes ingénieux. » Henri de Montherlant.
Dès le lendemain de l’opération « Déluge d’Al-Aqsa », les esprits habiles s’empressèrent de déployer leurs sophismes, mettant sur un pied d’égalité les oppresseurs et les opprimés, tandis que d’autres n’hésitaient pas à soutenir ouvertement la répression sioniste en qualifiant la résistance de « terrorisme ». Les plus habiles encore choisirent le silence, un silence plus assourdissant que les discours biaisés.
Aujourd’hui, alors qu’un an et six mois de génocide se sont écoulés au moment où j’écris cette préface, certains continuent de garder le mutisme face à un « conflit » qu’ils jugent probablement « trop complexe » pour être dénoncé.
Survoler les événements, faire comme si de rien n’était, au mieux débiter des platitudes sur « la nature humaine », s’occuper d’art et de poésie tandis qu’on massacre un peuple, quasi en direct : « Écrire un poème après Auschwitz est barbare », disait Adorno.
Le génocide à Ghaza n’empêche guère le bataillon des scribouillards, dans le monde, y compris chez nous, de noircir du papier sans une ligne pour la Palestine.
Le même Adorno disait, dans le même contexte : « Les artistes authentiques du présent sont ceux dont les œuvres font écho à l’horreur extrême. »
Meslem Abdelfattah est de ces artistes authentiques. Bouleversé, ébranlé, façonné par les événements, ce n’est pas en quelques lignes, mais à travers tout un roman que l’auteur explore cette nouvelle phase de la lutte de libération nationale palestinienne.
Il replace les faits dans leur contexte historique, déconstruisant ainsi le récit médiatique dominant qui prétend que « tout a commencé le 7 octobre ». Cette vieille stratégie consiste à détacher la riposte du colonisé de son enracinement historique afin de lui imputer la responsabilité de la répression.
Car il va de soi que la brutalité de l’occupant, ce soi-disant « civilisé » et « civilisateur », présenté comme « la seule démocratie au Moyen-Orient », ne serait qu’une réaction à la « sauvagerie » de l’occupé. Ce dernier, étiqueté comme un « barbare » qui « ne comprend que la force », contraindrait l’occupant, malgré ses prétentions « d’humaniste », à descendre à son niveau de « barbarie » pour le « neutraliser ». En réalité, cela signifie l’exterminer, puisqu’aux yeux de l’occupant, « le barbare » ne laisse aucune autre alternative. Inversion accusatoire magistralement analysée par Fanon:
« Pour l’Européen, le Noir est le bouc émissaire de sa vie morale : il se décharge sur lui de ses instances négatives » (Peau noire, masques blancs).
Cela vaut évidemment pour tout rapport colonisateur/colonisé, et la formule, au sujet de la propagande sionazie, est devenue célèbre : « Chaque accusation (contre la résistance) est une confession. »
Nous avons, Algériens, vécu cela : un célèbre récipiendaire du prix Nobel de littérature nous avait reproché les attentats à la bombe qui auraient pu toucher sa mère, faisant mine d’oublier, tout journaliste qu’il était, « épris de justice » et « attaché à la vérité », que les bombes du FLN n’étaient qu’une riposte à l’attentat de la rue de Thèbes (Casbah d’Alger) : 80 morts et 14 blessés.
Les Palestiniens le vivent à leur tour, et le roman de Meslem Abdelfattah nous peint l’oppression sionazie à chaque page : les attentats ciblés contre les dirigeants palestiniens, les bombardements aveugles contre les populations, les meurtres et les mutilations d’enfants… Tout cela ne serait que des mesures « préventives » d’un occupant paranoïaque, conscient de son illégitimité sur cette terre, et projetant sans cesse ses pulsions meurtrières sur ceux qui lui rappellent, par leur seule existence, cette illégitimité.
Dès les premières pages, on ressent, avec les personnages du roman, le caractère étouffant et oppressant de l’occupation. Le colonisé est constamment harcelé, sans cesse rappelé à l’ordre, il doit toujours se souvenir qu’il est à peine toléré, qu’il doit se tenir à carreau. La mer où il sort pêcher appartient « au peuple d’Israël », de même que le ciel au-dessus de sa tête. Les check-points redondants et les embouteillages interminables pour quelques kilomètres de trajet lui rappellent, à chaque menu déplacement, la présence coloniale. Il s’agit d’une tension nerveuse de tous les instants: « Face à la machine de guerre sioniste, chaque jour porte en lui la possibilité du pire », écrit Meslem Abdelfattah.
C’est cette perpétuelle tension nerveuse qui explique les incursions des Ghazaouis au cours du Déluge d’Al-Aqsa : en marge de l’opération militaire exécutée par des combattants disciplinés, des civils font irruption dans les colonies pour enfin rendre, le temps d’un rapport de force favorable, à l’occupant la monnaie de sa pièce.
S’ensuit alors le rouleau compresseur de la répression, accompagné de l’habituel rouleau compresseur du mensonge médiatique, avec ses phases habituelles, décrites entre autres par Michel Collon : masquer les intérêts (le canal Ben Gourion, entre autres), effacer l’Histoire (« tout a commencé le 7 octobre »), diaboliser l’ennemi (femmes violées, bébés égorgés… toute la gamme de l’atrocity propaganda déjà éprouvée auparavant, avec les mêmes grosses ficelles), se poser en victime ou défenseur des victimes (« l’entité sionazie a le droit de se défendre », « elle cherche à libérer les otages… qu’elle bombarde sans vergogne »), et enfin empêcher tout débat, tout récit contradictoire à travers les batteries de la machine médiatique aux ordres, dont les agents stipendiés n’ont eu de cesse d’ânonner, sur un ton aussi bouffon que comminatoire : « Condamnez-vous le Hamas ? »
Meslem Abdelfattah nous peint alors la terreur et le génocide perpétrés par l’armée sionazie. Horreur pour les irénistes qui s’accommodaient fort bien du meurtre à petit feu des Ghazaouis dans la prison à ciel ouvert qu’est Ghaza : ils pouvaient faire mine de l’ignorer.
À présent que les Palestiniens sont exterminés quotidiennement par centaines, plus moyen de regarder ailleurs : la réalité de l’occupation sionazie apparaît dans toute son horreur.
La résistance, à travers le Déluge d’Al-Aqsa, a commis cet acte impardonnable. Elle a mis en demeure les mous, les indécis, les hypocrites, et jusqu’aux indifférents, de ne plus tenir le bâton par le milieu. Pour paraphraser Nizan, on pourrait dire :
« Dans un monde brutalement divisé entre colonisateur et colonisé, il faut enfin avouer publiquement une alliance longtemps cachée avec les colonisateurs, ou proclamer le ralliement au parti des colonisés. Aucune place n’est laissée à l’impartialité des clercs. Il ne reste plus que des combats de partisans. » (Les chiens de garde.)
On retrouve dans ce roman les échos de notre révolution, qui reste une source d’inspiration pour nos frères palestiniens. La même logique répressive chez le colonisateur : il n’y a pas de civils. La responsabilité collective.
La même logique d’extermination : si le révolutionnaire évolue au sein de la population comme un poisson dans l’eau, il faut enlever l’eau.
« Les colonies sont faites pour être perdues : elles naissent avec la croix de mort au front », écrivait prophétiquement Montherlant en 1945. L’occupation sioniste a fait tomber le masque, exposant l’hypocrisie occidentale dans toute sa nudité.
L’entité sionazie est condamnée, et c’est lorsqu’elle est blessée à mort que la bête immonde devient la plus dangereuse.
Son effondrement inéluctable ne doit en aucun cas servir d’excuse à l’inaction ou à l’attentisme, car chaque instant de passivité ne fait qu’allonger le calvaire du peuple palestinien et accroître le risque d’une crise mondiale.
Dans leur aveuglement narcissique, les sionistes semblent déterminés à entraîner toute la région, puis le monde entier, dans leur chute programmée.
Leur doctrine semble désormais être : « Que le monde périsse si je ne lui survis pas. »
Que faire ? Quel pouvoir avons-nous, simples citoyens ?
Nous sommes dispersés, désorganisés. Nous croyons être conscients des enjeux liés à la Palestine.
Or, « le degré de conscience, c’est le degré d’organisation. »
Et notre fragmentation révèle à quel point le chemin reste long.
Ce chemin vers l’élévation de la conscience, Meslem Abdelfattah l’entreprend avec ce roman, qui, je l’espère, éclairera ceux qui, bientôt, suivront ses pas.
Roman, poésie, essai, article de presse, chanson, théâtre… toutes ces formes d’expression ont toujours accompagné, en amont et en aval, les luttes révolutionnaires pour la libération des peuples. Il ne saurait en être autrement pour la Palestine.
Djawad Rostom Touati:
Le déluge d’Al-Aqsa, Meslem Abdelfettah, Sawtelkotoub, 2025.
Djawad Rostom Touati est un auteur algérien deux fois primé sur trois romans publiés. Le prix Ali Maachi pour Un empereur nommé désir , Il a reçu le prix prestigieux (pour les non-aliénés qui connaissent la valeur de la littérature africaine )Ahmed baba de la rentrée littéraire du Mali pour La civilisation de l’ersatz
-
الطاهر المعز – متابعات : العدد الثاني والأربعون بعد المائة بتاريخ العشرين من أيلول/سبتمبر 2025الطاهر المعز –

متابعات – العدد الثاني والأربعون بعد المائة بتاريخ العشرين من أيلول/سبتمبر 2025 : الطاهر المعز
عدد خاص – بعض جوانب اقتصاد الولايات المتحدة
يستمر تراجع العولمة، فقد انخفض الاستثمار الأجنبي المباشر، وهي المبالغ التي تستثمرها الشركات في بلدان غير بلد المنشأ، سنة 2024، بنسبة 11% عالميًا، ليصل إلى 1,5 تريليون دولار، غير إنها ارتفعت في الولايات المتحدة واستمر الإرتفاع في بداية فترة رئاسة دونالد ترامب ( أي منذ بداية سنة 2025) وفق تقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) الذي يتوقع استمرار الإنخفاض بسبب التوترات السائدة وتزايد المخاطر السياسية، وبسبب حالة عدم اليقين التي أحدثتها الحرب التجارية التي أعلنها دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، وزيادة الرقابة على الاستثمار الأجنبي في العديد من الدول وفق أُونكتاد، وبالنسبة للولايات المتحدة – القوة المهيمنة على الإقتصاد العالمي – انكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0,5% ( على أساس سنوي) خلال الرّبع الأول من سنة 2025، وفقا لوزارة التجارة الأمريكية، (26 حزيران/يونيو 2025) وكانت التوقعات تُشير إلى انخفاض بنسبة 0,2% غير إن الإنخفاض كان أكْبَر بسبب ضُعْف إنفاق المستهلكين وانخفاض قيمة الصادرات ، وزيادة الواردات ( راكمت الشركات مخزوناتها قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها دونالد ترامب) وانخفاض الإنفاق الحكومي.
مع تراجع دونالد ترامب عن بعض أشدّ عقوباته التجارية صرامةً في محادثات التجارة الجارية، أو تأجيله لها، يقترب الموعد النهائي لشهر تموز/يوليو 2025 لفرض رسوم جمركية أعلى على عشرات الشركاء التجاريين، مما يزيد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.
الولايات المتحدة- بعض المؤشرات الإقتصادية السّلبية للنصف الأول من سنة 2025
منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض دخل الاقتصاد الأميركي مرحلة مثيرة للجدل، جمعت بين مؤشرات انتعاش ظاهرية وتحذيرات خفية من اضطرابات قادمة، فعلى الرغم من خطوات كبرى اتخذتها الإدارة، بما في ذلك سياستها المرتبطة بخفض الضرائب وفرض تعريفات جمركية واسعة، ظل المشهد الاقتصادي محاطاً بكثير من الضبابية.
بدت الأسواق المالية مزدهرة مع تراجع النِسَب الرسمية للبطالة نسبياً، ما منح البيت الأبيض فرصة للإشادة بإنجازاته، لكن خلف هذا الهدوء النسبي، بدأت تتكشف تحديات واسعة تتعلق بالإنتاجية والعجز المالي، واستقرار سوق العمل غير إن المخاوف تتنامى من مفاجئات السياسات التجارية لإدارة الرئيس ترامب والتغيرات المفاجئة في قواعد اللعبة الاقتصادية، التي قد تحمل في طياتها مخاطر تقوّض هذا الاستقرار الظاهري، وقد يُؤَدِّي هذا التباين بين الصورة العامة والمؤشرات التفصيلية إلى التشكيك في صلابة الإقتصاد الأمريكي وفق تقرير لصحيفة « واشنطن بوست » يُشير، بعد ستة أشهر من الولاية الثانية للرئيس دونالد ترامب، إلى تأثير إجراءات مثل زيادة الرسوم الجمركية على سلع وخدمات جميع دول العالم، وتنظيم حملة عنصرية وشوفينية صارمة على الهجرة، وإقرار مشروع قانون شامل لخفض الضرائب من قِبَل الكونغرس، وهي قرارات قد تؤثر سلبًا على الإقتصاد الأمريكي، على مدى متوسط وبعيد، لكن دونالد ترامب ومجموعته مُنْتَشُون حاليا بارتفاع أسواق الأسهم، واستقرار معدّل التضخم وانخفاض مستوى البطالة، مع الحذر الشديد من الطريقة الأمريكية لاحتساب معدّل البطالة…
يَعِد قانون ترامب « الذي يصفه بالجميل والكبير » بتمديد التخفيضات الضريبية الهائلة، بما يعود بالنفع على الشركات والأميركيين الأثرياء، وهي تدابير من شأنها أن تُعزز قطاعات من الاقتصاد، غير إن مستقبل الاقتصاد الأميركي لا يزال غامضًا بسبب انكمش الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول من العام 2025، بفعل ارتفاع الواردات وانخاض إنفاق المُسْتَهْلِكِين، قبل أن تظهر تأثيرات ارتفاع الرّسوم الجمركية، فيما يتخوف أرباب العمل في قطاعات الزراعة وبعض مجالات الصناعة والخدمات من المغادرة الطّوْعِيّة أو القَسْرِية للمهاجرين، ونقص القوى العاملة في بعض القطاعات الرئيسي، مما يضطر أرباب العمل إلى زيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل، وهو ما يعتبرونه « خسارة »…
عمومًا، سجّلت وتيرة النمو الاقتصادي تباطؤاً مقارنة بالعام الماضي ( 2024)، في ظل الحرب التجارية وارتفاع الرسوم الجمركية وتسريح الآلاف من الموظفين الحكوميين، فضلا عن قمع المهاجرين ومُطاردتهم، فتراجعت معدلات التوظيف في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات المالية، وتوقَّفَ التوظيف في العديد من القطاعات، وفق تقرير لمجلة « إيكونوميست » التي تُشكّك في سلامة السياسيات والقرارات المُتقلّبة لدونالد ترامب، حيث ارتفعت الرسوم الجمركية للشركات إلى أكثر من ثلاثة أضعاف معدلاتها المعتادة، وقررت هذه الشركات تَحَمُّلَ التكاليف مُؤقّتًا بدلاً من تحميلها للمستهلكين، انتظارًا لاحتمال تراجع ترامب عن قراراته، وخوفًا من انخفاض الطّلب، في حين ما انفَكَّ العجز المالي الفيدرالي يرتفع ولا تزال مؤشرات الإنتاجية ضعيفة…
من جهة الحياة اليومية للمواطنين، يقدّر الخبراء إن وضع الإقتصاد الأمريكي يتطلّب إضافة ما لا يقل عن تسعين ألف ( وربما مائة ألف) وظيفة شهريا، لمواكبة النمو السكاني وفق مركز الأبحاث الاقتصادية لأميركا الشمالية (موقع إنديد للتوظيف ) وتُظْهِرُ بيانات مكتب إحصاءات العمل ( الجمعة 01 آب/أغسطس 2025 ) خلق 73 ألف وظيفة فقط في بنهاية شهر تموز/يوليو 2025، وكانت أرقام شَهْرَيْ أيار/مايو وحزيران/يونيو 2025 ضعيفة، وتركّزت الوظائف الجديدة في قطاعي الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية، وهي ليست قطاعات صناعية أو إنتاجية قد تُساعد على تعافي الإقتصاد وزيادة الإنتاج والتوظيف، وفق تقرير لشبكة « سي إن بي سي » الأميركية الذي أشار إلى ارتفاع معدل البطالة وتراجع معدل المشاركة في القوى العاملة، أي ارتفاع عدد المُغادرين ل »سوق العمل »
أمريكا – تلاعب واسع النطاق بعقول النّاس
ندّدت الكاتبة والصحافية الأسترالية الشّابّة « كتْلِين جونستون » بالمجازر الصّهيونية، وبالّصّمت، بل التّواطؤ العالمي، وندّدت بنفاق ومراوغة وتضليل وسائل الإعلام « الغربية » التي تعتبرها شريكة – إلى جانب السلطات في الدّول « الغربية » – في الجرائم التي يرتكبها الكيان الصّهيوني الذي تعتبره جُزْءًا من « قوى الاستعمار والهيمنة ومُشعلي الحروب وارتكاب الجرائم دونما رقيب » ( 07 أيار/مايو 2024) وندّدت بالدّور الذي تقوم به الولايات المتحدة في التخطيط والمُشاركة الواعية ”الإبادة الجماعية المتلفزة” في غزة سواء خلال فترة الرئيس دونالد ترامب أو جوزيف بايدن الذي قالت « إن من يتبوّلون على فبره بعد وفاته بمرض السرطان سيكونون أكثر صدْقًا مِمّن يبكونه » كما اعتبرت « إن هيمنة الولايات المتحدة على العالم تُشكل خطرًا على سُكّان الكَوْكب » ( 18 أيار/مايو 2025)، كما ندّدت بتبرير العدوان الذي تشنه على العديد من البلدان والشعوب بتقديم « الولايات المتحدة وحلفائها كمدافعين عن الحريات بينما يتمثل عملهم في شن الحُرُوب المفتوحة وقَتْل الحريات والديمقراطية في كل أنحاء العالم »، وندّدت ( على منصّة ميديام » ) بتحيز « الإعلام الغربي » والتّغطية على جرائم الإبادة والتّجويع التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وبتَبْرِير قَمْع أصوات الصحفيين الأمريكيين والغربيين وكل من يحاول انتقاد حرب الإبادة أو يتحدث عن تحيز الإعلام الغربي الكامل للرواية الصّهيونية، واستشهدت « كتْلِين جونستون » بوثيقة التوجيهات العامة التي وجّهتها إدارة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والتي تُقَيِّدُ تغطية الصحافيين العاملين بالصحيفة للعدوان الصهيوني وتمنع استخدام كلمات وعبارات ومصطلحات تصف الحقائق على الأرض، وتعري جرائم الاحتلال، بما فيها عبارات مثل « إبادة جماعية » أو « تطهير عرقي » أو « أراض فلسطينية محتلة »، وتستنكر الصحافية والكاتبة الأسترالية الصّمت أو الإشادة بدبلوماسية القوة والتهديد والإبتزاز، وبالقواعد العسكرية الأمريكية التي تُهدّد أمن وسلامة مواطني العالم، وتستنكر تشدّق الصحافة والسلطات « الغربية » بالدّيمقراطية وحقوق الإنسان، فيما تصف السلطات الأمريكية الزعماء الذين يُعارضون بعض جوانب سياستها بالجنون والهوس، ورفض مناقشة آرائهم وأطروحاتهم، من ذلك تبرير قصف وتفتيت ليبيا أو العراق قبل اغتيال رؤسائها بذريعة إنهم مجانين، ونشر الروايات الكاذبة بشأن « أسلحة الدّمار الشامل »، وكذلك وَصْف رؤساء روسيا وإيران وكوريا الشمالية بالمُصابين باضطرابات عقلية الذين يُهدّدون العالم، ووصف حركات المقاومة ومناهضة الإستعمار ب »مُعاداة السّامية »…
لفَتَت كتْلين جونستون النّظر ( على موقعها الخاص يوم 25 حزيران/يونيو 2025) إن القاسم المُشترك لهذه الدّعاية السياسية والإعلامية هو مُعارضة جميع هؤلاء « المجانين » أو « المُعادين للسامية » لسياسات الولايات المتحدة أو الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، كما لا تتضمن هذه الدّعاية أي نقد أو مُساءلة للإمبريالية الأمريكية وجرائمها التي بدأت منذ القرن السابع عشر ولا تزال مستمرة، تدعمها أكثر من ثمانمائة قاعدة عسكرية وحروب عدوانية وقصف ومجازر، ووصفت ذلك ب »التلاعب النفسي واسع النطاق » ( widespread psychological manipulation أو Gaslighting)، وتقترح الكاتبة البحث عن طريقة لإنقاذ العالم من « الجنون الأمريكي المُسلّح »
الولايات المتحدة – فيضانات تكساس
بعد فيضانات مدينة فالنسيا في إسبانيا، أودت فيضانات تكساس خلال شهر تموز/يوليو 2025 بحياة 135 شخصًا على الأقل، منهم 117 في مقاطعة كير، إثرَ هطول أمطار غزيرة خلال فترة قصيرة، غير إن ارتفاع عدد الضّحايا – وجميعهم أو معظمهم من الفقراء – يعود إلى اهتراء البُنية التّحتية وسماح السّلطات المحلية بالبناء في مناطق مُعرّضة للخطر، حيث أودت فيضانات ولاية تكساس بحياة أكثر من مائة شخص، ونُزوح أكثر من خمسين ألف شخص، خلال سنتَيْن ( بين 1998 و 2000)، وتحدث الفيضانات المفاجئة، إما إثر أعاصير أو عواصف موسمية في مناطق معيّنة أو في الأماكن التي تتدفق إليها المياه من أماكن جبلية أخرى، باتجاه مجرى الأنهار، مما يُسَبِّبُ ارتفاع منسوب الأنهار بشكل مفاجئ وفي وقت قياسي، وفق اللجنة الدولية للتغيرات المناخية.
شركة إنفيديا
انطلقت شركة « إنفيديا » الأمريكية العابرة للقارات بتطوير معالجات الرسوم للألعاب، ولم تعد مجرد شركة لصناعة الرقائق، بل أصبحت، مع وصول قيمتها السوقية إلى أربعة تريليونات دولار، من أهم ركائز الاقتصاد العالمي الذي يعتمد التكنولوجيا المتقدّمة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة، وساهمت في انتقال الإقتصاد من المصانع التقليدية إلى اعتماد التكنولوجيا بواسطة الخوارزميات، وغَدَت مُزَوِّدًا لا غنى عنه لمعالجات الذكاء الاصطناعي التي تُشغّل العديد من القطاعات الحيوية، من مراكز البيانات إلى الروبوتات المتقدمة، وطوّرت أنظمة الذّكاء الإصطناعي لتكتسب القُدرة على التحليل والإستنتاج واتخاذ القرار، ويتطلب التّطوير والإبتكار استثمارات ضخمة، مكنتها من تطوير وحدات المعالجة المتوازية، ومن الهيمنة على سوق الرقائق المخصّصة للحوْسَبَة وللذكاء الاصطناعي الذي تستخدمه الشركات والجيوش والحكومات، وأصبحت أول شركة تصل قيمتها في سوق أسهم التكنولوجيا في وول ستريت إلى 4 تريليون دولار، إثْرَ ارتفاع أسهمها بنسبة 2,8%، يوم الإربعاء التاسع من تموز/يوليو 2025، متجاوزة الرقم القياسي الذي حققته شركة آبل، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2024، « وارتفعت أسهمها بنسبة فاقت 40% منذ أوائل شهر أيار/مايو 2025، بعدما أبرمت عددًا من صفقات الرقائق بمليارات الدولارات في الشرق الأوسط، وكانت إنفيديا المستفيد الأكبر من طفرة التكنولوجيا، بفضل هيمنتها على سوق الرقائق وارتفاع إيراداتها الفصلية بنسبة 70% » وفق تقرير نشره موقع صحيفة « فايننشال تايمز » بتاريخ الخميس 10 تموز/يوليو 2025، وقدّرت الصحيفة « إن أكثر من 80% من عمليات التدريب على نماذج الذكاء الاصطناعي الكبرى تتم حاليًا باستخدام تقنيات شركة إنفيديا، ولذلك ارتفعت قيمتها في سوق الأسهم من أقل من تريليون دولار سنة 2023 إلى تريليُونَيْ دولار خلال شهر شباط/فبراير 2024 وإلى أكثر من أرْبَع تريليونات دولار، يوم التّاسع من تموز/يوليو 2025، وقد يعود الفضل إلى استمرار نمو طلب شركات الذكاء الاصطناعي على الرقائق لتخزينها قبل دخول الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب وقيود التصدير على الصين، حيّز التنفيذ… »
ارتبطت شركة إنفيديا بعلاقات شراكة وثيقة مع شركات أمريكية أخرى مثل مايكروسوفت التي ارتفعت أسهمها بنسبة 19% منذ بداية العام الحالي وغوغل وأمازون وميتا بنسبة 25% ، وهي شركات تستخدم رقائق شركة إنفيديا في مراكز البيانات الخاصة بها لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي ومراكز الحَوْسَبَة، بينما انخفضت أسهم شركة أبل بأكثر من 15% خلال النصف الأول من سنة 2025، ونشر موقع شبكة « سي إن بي سي » الأميركية تقريرًا يتوقع ارتفاع أرباح إنفيديا بنسبة 50% خلال السنة الحالية 2025…
الإنفاق العسكري الأمريكي
يعسر معرفة الإنفاق الفعلي الأمريكي على التّسلّح، ويتطلب كشف الرقم الحقيقي متابعة دقيقة وإدراكًا للحِيَل وللمسارات الخفية لِضَخّ المزيد من المال « حفاظًا على الأمن القَوْمِي الأمريكي » وإثراء شركات مُجَمّع الصناعات الحربية، وعلى سبيل المثال أعلن مُراقب وزارة الحرب في تقرير له نُشِرَ يوم السادس من آذار/مارس 2024، إن الإنفاق يُقدّر ب842 مليار دولارا سنة 2024، ولا يتضمن هذا المبلغ العديد من النّفقات، مثل صيانة وتطوير الأسلحة النّووية وبرامج « مكافحة الإرهاب » والعمليات السّرّيّة والتّدخّل في شؤون البلدان، ومعاشات تقاعد العسكريين وجرايات المُصابين أثناء احتلال البلدان الأخرى مثل الصومال وأفغانستان والعراق وسوريا وعلاج « قدماء المُحاربين » وغيرها، وقُدِّر الإنفاق العسكري الحقيقي الإجمالي بنحو 1,4 تريليون دولارا سنة 2024، وفق موقع ( state craft responsible ) بتاريخ العاشر من تموز/يوليو 2025، ويُؤدّي التّدقيق في أبواب الميزانية المنشورة وَورقة بحثية أصدرها معهد كوينسي ( 24 أيلول/سبتمبر 2024) ومشروع تكاليف الحرب في جامعة براون تشير إلى خلاف ذلك، كما تُشير الدّراسة إلى إنفاق 4,4 تريليون دولارا، بين سنتَيْ 2020 و 2024، واستفادت شركات صناعة الأسلحة بنسبة لا تقل عن 54% من الإنفاق التقديري لوزارة الحرب (البنتاغون)، وحصلت الشركات الخمس الكبرى على حصّة الأسد عبر عقود بنحو 771 مليار دولارا، خلال هذه الفترة: لوكهيد مارتن (313 مليار دولار)، وRTX ( المعروفة سابقًا باسم رايثيون ( 145 مليار دولار)، وبوينغ (115 مليار دولار)، وجنرال ديناميكس (116 مليار دولار)، ونورثروب غرومان (81 مليار دولار)، ولم يستفد العسكريون في الخدمة الفعلية والمحاربون القدامى في حروب ما بعد 11 أيلول/سبتمبر 2011 من هذه الزيادات في الإنفاق، ولا تزال مئات الآلاف من عائلات العسكريين في أسفل درجات السّلّم الوظيفي تعتمد على قسائم الطعام، أو تعيش في مساكن ضيقة وغير صحّية، أو تعاني من صعوبات مالية أخرى، بعد إغلاق المراكز الصحية الخاصة بهم…
تنتج شركة لوكهيد مارتن طائرة إف-35 الضخمة، باهظة الثمن وضعيفة الأداء، وما ينطبق على طائرة إف-35 ينطبق كذلك على صاروخ « سنتينل » الباليستي العابر للقارات الذي أثبت ضُعْف أدائه رغم تكاليفه الضّخمة ، وكذلك نظام « القبة الذهبية » الذي تم تصميمه لاعتراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ الأسرع من الصوت، والطائرات بدون طيار المحلقة على ارتفاع منخفض، لكن هذه الأسلحة مرتفعة الثمن وغير فعّالة، فضلا عن عدم احترام هذه الشركات الجدول الزمني وسقف احترام الميزانية الأصلية…
التحقت شركات التكنولوجيا ( وادي السيليكون ) مثل سبيس إكس وبالانتير وأندرويل بالمجمّع الصناعي العسكري ووعد مالكوها ورؤساؤها ومُدِيرُوها (إيلون ماسك وبيتر ثيل وبالمر لوكي) بإنتاج أسلحة فعالة وسريعة بأسعار معقولة، وقابلة للاستبدال بسهولة، ومدفوعة بالبرمجيات والتي من شأنها أن تعيد أميركا إلى موقع الصدارة العالمية، وتلحق هزيمة بالصين وتُنقل أمريكا من حالة الرّكود إلى موقع هيمنة عسكرية لا مثيل لها، وهلّلوا ( وخصوصًا أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة بالانتير) بحملة المجازر والإبادة الجماعية في غزة، بل وصل بهم الأمر إلى عقد اجتماع مجلس إدارة الشركة في فلسطين المحتلة في ذروة العدوان، كبادرة تضامن مع المجرمين، وحتى بعد الانفصال العلني لإيلون ماسك عن دونالد ترامب، لا يزال قطاع التكنولوجيا يتمتع بنفوذ كبير على رموز إدارة دونالد ترامب، من بينهم نائب الرئيس جيه دي فانس الذي مولت شركة بالانتير ومديرها بيتر ثيل حملاته السياسية، ويحتل موظفون سابقون في شركات أندوريل وبالانتير وشركات تكنولوجيا عسكرية أخرى، مناصب مؤثرة في جهاز الأمن القومي، وتتمتع شركة لوكهيد مارتن بنفوذ كبير في الكونغرس، بفضل تمويل الحملات الانتخابية، وجماعات الضغط، مما يمكّنها من الحفاظ على عقودها وبرامجها، في غياب صَوت المواطنين الذين يتم إغراقهم بالأخبار الكاذبة ليدعموا الحُروب العدوانية التي تَشنها الإمبريالية الأمريكية، من فيتنام إلى أفغانستان والصّومال وإلى العراق واليمن وإيران.
التَّرَبُّح الأمريكي من حرب أوكرانيا
أقرّ حلف شمال الأطلسي (الناتو)، خطة فرضتها الولايات المتحدة، وتتمثل في بيع الأسلحة الأمريكية إلى الدّول الأوروبية من أعضاء حلف شمال الأطلسي (هولندا والدنمارك والنرويج والسويد وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرها ) بقيمة 1,5 مليار دولارا، على ثلاث دفعات، لتُسلّمها بدورها إلى أوكرانيا، ولم تعد الولايات المتحدة تُزوّد أوكرانيا بالأسلحة مباشرةً، بل تبيع أسلحتها إلى « الحُلفاء » الأوروبيين من دول حلف الناتو، ويُسدّد المواطنون والعُمّال المهاجرون في أوروبا ثمن الأسلحة الأمريكية من خلال الضرائب وخفيض الإنفاق الاجتماع، وبذلك يحقق المُجَمَّع العسكري الصناعي الأمريكي، الذي يضم أيضًا صناعات حربية أوروبية، عدة أهداف متزامنة: تأجيج الحرب وخلق حالة دائمة من التّوتّر وتحقيق أرباح طائلة وتأجيج الحرب، واستفادة الولايات المتحدة من إثارة النزاعات المُسلّحة بين الإتحاد الأوروبي وروسيا…
بينما يُؤَكّد قادة الاتحاد الأوروبي « إن قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها بفعالية جزء لا يتجزأ من أي ضمان أمني مستقبلي »، تُجري الولايات المتحدة مفاوضات مع روسيا ( لقاء دونالد ترامب وفلاديمير بوتين يوم الجمعة 15 آب/أغسطس 2025) بدون حضور ممثلين عن أوكرانيا أو الإتحاد الأوروبي، ومع ذلك أعلن بيان الإتحاد الأوروبي « نُرَحِّبُ بجهود الرئيس ترامب لإنهاء حرب العدوان الروسية على أوكرانيا وتحقيق سلام وأمن عادل ودائم لأوكرانيا وتحقيق الأمن الأوروبي والدولي »
انتعاش الذّكاء الإصطناعي ومخاطره
حَذَّرَ بنك التسويات الدولية (BIS) من الارتفاعات الأخيرة في الأسواق المالية التي لا تعكس المخاطر الحقيقية الكامنة في الاقتصاد العالمي، وعلى رأسها مستويات الدين السيادي غير المستدامة واضطراب التجارة الدولية، فقد دَفَعَ المستثمرون ( المُضاربون) أسواق الأسهم والائتمان إلى مزيد من الانتعاش مدفوعين بآمال تتعلق بزيادة الإنفاق الحكومي وتراجع تكاليف الاقتراض ( قرارات خفض الفائدة في الإتحاد الأوروبي وبريطانيا وقد تنخفض في الولايات المتحدة، وإعلان زيادة الإنفاق في أميركا وألمانيا ) وهي صورة مناقضة للحقائق الاقتصادية، فالإقتصاد يبقى مُهدّدًا رغم انتعاش أسواق المال والمُضاربة، ويأتي التّهديد من ارتفاع أعباء الدَّيْن العام في مختلف أنحاء العالم ومن ارتفاع معدّلات التّضخّم، خصوصًا بفعل ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية، مما يُؤثّر سلبًا على نمو الإقتصاد الأمريكي والعالمي…
من جهة أخرى، بلغت استثمارات شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى 400 مليار دولار خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2025، وقد يتجاوز إجمالي الإنفاق العالمي على مراكز البيانات ثلاث تريليونات دولار بحلول سنة 2028 ما يجعلها واحدة من أكبر موجات الاستثمار في التاريخ الحديث، وساهمت طفرة الذكاء الاصطناعي بحوالي 40% من نمو الناتج المحلي الأميركي خلال عام واحد وفق موقع مجلة إيكونوميست بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 2025 فماذا لو انهارت فقاعة استثمارات الذكاء الاصطناعي ؟
دخل العالم في سباق استثماري محموم على الذّكاء الإصطناعي، منذ إطلاق « شات جي بي تي » (ChatGPT) سنة 2022، وبلغ الإنفاق ذروته هذا العام ( 2025) بفعل ارتفاع إنفاق شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى ( قرابة 400 مليار دولارا) على البنية التحتية اللازمة لتشغيل النماذج الضخمة، بحسب مجلة إيكونوميست التي تنتقد الإستثمار في أُصُول قصيرة المدى في بناء مراكز بيانات وتوسيع قدرات الحوسبة دون هوادة، بمشاركة الشركات العقارية وشركات الطاقة الكهربائية، وتتجه نسبة حوالي 50% من الإنفاق الحالي إلى خوادم ورقائق متخصصة لا يتجاوز عمرها الافتراضي بضع سنوات ( أي استثمارات قصيرة المدى )، وقد تُصبح هذه الإستثمارات « عديمة القيمة » إذا تراجعت الإستثمارات أو تباطأ تبني التقنية بسبب مشاكل في الأداء أو نقص الطاقة الكهربائية، مما يؤدّي إلى انعكاسات اقتصادية واسعة، نظَرًا لأهمية حصّة الذكاء الاصطناعي في نمو الناتج المحلي الأمريكي، غير إن بضعة شركات التكنولوجيا المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، قليلة العدد، تُهيمن على أسواق الأسهم الأميركية، وإذا تحقق السيناريو المتفائل ووصل العالم إلى الذكاء الاصطناعي العام، فقد يبدأ فصل جديد من النمو العالمي بمعدلات قد تصل إلى 20% سنويا. أما إذا تباطأ المسار أو خابت التوقعات، فإن « الخسائر الاقتصادية والمالية ستكون سريعة وقاسية »، وفق مجلة إيكونوميست 13/09/2025 ووكالة بلومبرغ 16 أيلول/سبتمبر 2025
الطاهر المعز
-
Laure Lemaire- Lexique pour militants : les bonnes définitions des concepts de la politique ou l’anti-novlangue des médias.


Laure Lemaire- Lexique militant : les bonnes définitions des concepts de la politique ou l’anti-novlangue des médias.
Cet article a l'objectif de corriger les abus de langage des médias, tous propriétés du Grand Capital, d'apprendre “à lire entre les lignes”, d'aider à piéger les mensonges.
La démocratie: parlons-en !
Les plus courants types de démocratie sont directs, représentatifs, participatifs. La façon dont une démocratie est gérée ne dépend pas du type de gouvernement en vigueur, qu’il soit une République ou une Monarchie. Le dictionnaire définit la démocratie comme «un gouvernement dans lequel le pouvoir est accordé au peuple et exercé par lui directement ou indirectement, à travers un système de représentation qui implique des élections libres», pour prendre les décisions ( lois, réformes) qui concernent l’avenir du pays.
Le mot démocratie vient du grec « demos » peuple et « kratos » pouvoir. Son histoire remonte à + de 700 ans avant notre ère, à Athènes. Pour les médias d’aujourd’hui, le qualificatif “démocratique” n’est employé que pour les pays dont l’économie est néo-libérale, ou pour ceux dans lesquels l’ancienne métropole coloniale a instauré ce modèle. Les autres sont qualifiés par toutes sortes de mots à connotation très négative.

1) Démocratie directe
Ce type de démocratie est la plus «pure». Toutes les petites décisions sont entre les mains des habitants, sans aucun intermédiaire. Les décisions sont soumises à des audiences publiques (en Suisse). Les décisions du gouvernement sont mises aux voix et les gens peuvent proposer des lois. Si la ville obtient suffisamment de signatures, ces lois sont mises aux voix et seront être appliquées.
2) Démocratie représentative
Elle permet aux citoyens de voter pour élire des personnes qui les représenteront au parlement. Celles-ci décideront de leur point de vue, ce qui sera bénéfique pour le pays au nom de la population de ce pays. Cela implique une formation politique minime et une information pour tous. Ces représentants peuvent cesser de représenter correctement les intérêts de la population, ce qui implique des élections régulières Dans la majorité des cas des républiques d’aujourd’hui, leur pouvoir est fondé sur les lois inscrites dans la Constitution. Absolument toutes les décisions doivent y être rattachées sinon, il faut procéder à sa réforme (ou a son remplacement) entériné par les membres du parlement. Une variante est la démocratie parlementaire. Le suffrage est utilisé pour élire les parlementaires, qui s’occuperont des décisions du gouvernement et pourront même choisir le président / chancelier / comme en Allemagne. Les citoyens laissent le choix du pouvoir exécutif aux parlementaires. Le chef du gouvernement est souvent un monarque accompagné d’un 1° ministre. Une autre variante: le président ne dépend pas du parlement. . Bien que les décisions de sa majorité soient respectées, le président peut opposer son veto. Il existe une différenciation entre les systèmes législatif et exécutif. Les citoyens votent directement pour le président, puis pour les représentants législatifs.
3) Démocratie participative
Dans ce type de gouvernement, les gens participent mais ne vote pas. Par exemple, une réforme de la constitution doit être mise aux voix, les gens discutent de son contenu. Mais il faut une figure majeure qui vote au nom de la communauté.
* Démocratie partielle
respecte les principes démocratiques fondamentaux, mais la connaissance et le pouvoir du peuple sont limités dans de nombreuses décisions prises par l’exécutif, le gouvernement. Les dirigeants peuvent agir par et pour eux-mêmes, sans devoir en rendre compte. L’autorité gouvernementale peut aussi réglementer des aspects économiques, sociaux et culturels. C’est une démocratie partielle. Un parti dominant ou une coalition économique réglemente les décisions en sa faveur; tout en respectant les principes fondamentaux de la démocratie tels que le suffrage, la liberté d’expression.
* La social-démocratie
La social-démocratie mélange le système politique au système économique. Cela peut faire partie d’une démocratie participative, représentative ou parlementaire (le Canada). La social-démocratie cherche à ce que l’État soit au moins égal et puissant que les élites économiques. Ses caractéristiques peuvent être un service médical gratuit, une éducation obligatoire et gratuite, etc.

La Droite et la Gauche
L’image qui me vient à l’esprit avec ces expressions, c’est une gigantesque “tarte à la crème” de la politique. On verra qu’elles ne veulent rien dire, mais respectons « les gens qui ne font pas de politique » et qui tiennent à se situer.
Traditionnellement, elles viennent des Etats Généraux de la Révolution Française où dans la salle, les représentants de ceux qui voulaient garder leurs privilèges étaient assis à la droite du roi, ceux qui voulaient l’abolition pour plus d’égalité, siégeaient à sa gauche. On parlera aussi de réactionnaires, de conservateurs ou bien de progressistes, voire de révolutionnaires puisque cette bourgeoisie veut avoir les mains libres pour entreprendre la révolution industrielle (sans donner la terre aux paysans qui la cultivent).
Les gens de gauche sont pour meilleure répartition des richesses, sont mécontents devant trop d’ inégalités sociales et les abus dans le monde du travail. Ils applaudissent aux mobilisations populaires et défendent la culture. Parmi eux, on trouve beaucoup d’enseignants que les CRS:SS ont appelé l’Armée Rouge à l’époque épique.
Les gens de droite mettent les droits de l’individu au centre de leur préoccupations avec la liberté d’entreprendre. Ils défendent l’ordre établi car le chaos nuit aux affaires. Ils pensent mériter leur relatif bien-être grâce à leur travail et méprisent les pauvres, des fainéants qui n’ont que ce qu’ils méritent. Ils sont nombreux dans les couches moyennes, commerçants, cadres d’entreprises.
Souvent, les 2 se disent au dessus des partis politiques et ont horreur des Extrêmes mais ils votent. Le Parti Socialiste, le parti Démocrate et Démocrate-Chrétien, les Travaillistes s’opposent aux Républicains et aux Conservateurs, qui, comme l’Histoire l’a montré, font globalement tous la même politique. Aux États-Unis, le terme Démocratie s’est substitué au terme République vers 1820, à la suite d’une élection où Andrew Jackson s’est revendiqué démocrate pour se démarquer des autres, et s’est fait élire. Les candidats suivants ont repris ce terme. Ce bipartisme des démocraties libérales, face au parti unique des autres, qualifiés de totalitaristes, est une véritable escroquerie.
Pour achever le gag de la tarte à la crème, on a bien rigolé avec les « entartrages” de « grands démocrates assassins » et ça fait moins mal qu’une grenade.

La démocratie libérale ou “les démocraties occidentales”
C’ est une forme de gouvernement fondée une idéologie politique et dans laquelle la démocratie représentative fonctionne selon les principes du libéralisme, à savoir la protection des libertés de l’individu. Elle est caractérisée par des élections justes, libres et concurrentielles entre plusieurs partis politiques distincts, une séparation des pouvoirs dans différentes branches du gouvernement, la primauté du droit dans la vie quotidienne dans le cadre d’une société ouverte, et la protection égale des droits de l’Homme, des droits et libertés civils, et des libertés politiques pour tous. Elles sont souvent fondées sur une constitution, afin de définir les pouvoirs exécutif, législatif et juridique.
Une démocratie libérale peut prendre diverses formes constitutionnelles. Elle peut reposer sur une République ( France, Allemagne, Irlande, Italie, États-Unis), ou sur une Monarchie constitutionnelle (Japon, Espagne, Pays-Bas, Royaume-Uni). Le régime peut être présidentiel (Argentine, Mexique, États-Unis), semi-présidentie (France) ou parlementaire (Australie, Canada, Nouvelle-Zélande, Pologne).
Les démocraties libérales ont d’ordinaire un suffrage universel, octroyant à tous les citoyens adultes le droit de vote, sans distinction de genre, de population, ni de propriété. Cependant, la France et la Belgique aux XVIII et XIXe siècles ont opté pour le suffrage censitaire en fonction des revenus. Le droit de vote des femmes n’est obtenu par leurs luttes que dans la 1° ½ du XXe siècle. On développera plus loin les droits des peuples dans leurs territoires colonisés.
Les constitutions libérales sont faites pour limiter l’autorité des gouvernements,. Elles reposent sur la séparation des pouvoirs : un pouvoir judiciaire indépendant et un système contrôle entre les pouvoirs de l’État (législatif et exécutif). pour garantir la pérennité du caractère démocratique de l’État. L’autorité gouvernementale ne s’exerce que conformément aux lois adoptées et mises en œuvre conformément au processus défini. Plusieurs démocraties utilisent le fédéralisme – une séparation verticale des pouvoirs – afin de prévenir les abus et d’accroître la participation du peuple, en fractionnant les pouvoirs, entre les gouvernements municipaux, provinciaux et nationaux.
Il peut y avoir des limites relatives à l’expression anti-démocratique, l’atteinte aux droits de l’homme. Aux États-Unis plus qu’en Europe, des “restrictions” ont été appliquées aux révoltes ouvrières (le 1°mai) et aux communistes (le Maccarthysme). De nos jours, contre les organisations perçues comme favorisant le terrorisme ou l’incitation à la haine, sont regroupés des lois dans le droit national. Leur justification est qu’elles sont nécessaires pour garantir l’existence des libertés elles-mêmes. Pour les gouvernements, ces restrictions aux discours négationnistes (et à tout discours de haine) sont conformes à l’idée de démocratie. Une importante classe moyenne dans une société civile prospère, grâce à un minimum de libertés individuelles et économiques sont vues comme nécessaire à l’avènement d’une démocratie libérale.

Le socialisme : un mot fourre-toutLe terme socialisme entre dans le langage courant à partir des années 1820, dans le contexte de la révolution industrielle et de l’urbanisation qui l’accompagne : il désigne alors un ensemble de revendications et d’idées visant à améliorer le sort des ouvriers, et de la population, en remplaçant le capitalisme « sauvage » par une société plus juste. L’idée socialiste, sous de multiples formes, se développe au long du XIXe siècle et donne naissance dans les pays industrialisés et leurs colonies (sauf en Amérique Latine) à des partis politiques s’en réclamant sous diverses dénominations (socialiste, social-démocrate, travailliste, etc.).
Aujourd’hui, le concept de socialisme recouvre un ensemble divers de courants de pensée et de mouvements politiques dont le point commun est de rechercher une organisation sociale et économique plus juste. Selon les contextes, le mot socialisme ou l’adjectif socialiste peuvent qualifier une idéologie, un parti politique, un régime politique ou une organisation sociale. Cette notion s’exprime par une forme laïque et non-religieuse
Plus largement, le socialisme critique l’organisation économique et sociale en place et propose des modèles alternatifs reposant sur des principes tels que la coopération ou la solidarité, avec pour objectif de réorganiser la répartition des ressources, voire de remplacer le capitalisme. Ce mot est aussi employé par les anarchistes puis les marxistes avec l’idée d’ une société sans classes sociales.
L’apport de Karl Marx
Au tournant du XXe siècle, le marxisme supplante l’approche dite du « socialisme utopique ». Il porte d’une forme « scientifique » de socialisme, fondé sur une analyse du capitalisme, du dépassement de celui-ci par la lutte des classes et du passage à la propriété collective des moyens de production. Mais la plus grande partie des socialistes européens s’oriente plutôt vers le réformisme.
À la fin de la 1° Guerre mondiale, la 1° internationale Socialiste Ouvrière se scinde avec la naissance de la 3° Internationale communiste, se réclamant du socialisme révolutionnaire. Au cours des années 1920, naissent des partis communistes qui se réclament du « socialisme réel », de l’Union des républiques socialistes soviétiques (URSS). La plupart des partis socialistes européens accélèrent après 1945, leur évolution vers un réformisme, tandis que les « régimes communistes » se multiplient dans le monde.
Le socialisme dit démocratique , converti à la démocratie libérale et attentif au jeu parlementaire est associée à la notion de social-démocratie. Il naît d’une philosophie occidentale, qui repose sur l’idée de progrès, c’est-à-dire de la transformation du monde dans un sens positif. Il condamne les inégalités sociales. C’est aussi la Gauche dont on a parlé plus haut.
Outre les diversités liées à ses variations idéologiques, le socialisme connaît de nombreux visages liées aux contextes géographiques et culturels, à la manière dont ils sont sortis de la colonisation : socialisme arabe, sud-américain ou asiatique.
La Suède a durant les longues années de gouvernement social-démocrate, pratiqué la redistribution des richesses par un impôt sur le revenu fort et progressif : la social-démocratie suédoise a donc cherché à éliminer non seulement la pauvreté, mais également les grandes fortunes, et cette pression fiscale a contribué à motiver l’opposition, jusqu’à aboutir à sa défaite électorale dans les années 1970, après plusieurs décennies au pouvoir
« Socialisme » est bien un mot fourre-tout avec le national-socialisme (ou nazisme) mais aussi le nom d’un parti trotskiste anglais. Pour le socialisme selon Marx, le concept sera développé dans la partie Dictature du Prolétariat.

La dictature du prolétariat : le cauchemar de la bourgeoisie
L’expression choque aujourd’hui. Les médias voient dans cette notion un danger pour les libertés et pour la ,démocratie et arguent qu’en son nom, bureaucratie et nomenklatura ont accaparé le pouvoir de manière sanglante
Le mots dictature fut introduit dans la terminologie politique à l’époque de la Révolution française car ses penseurs, Jean-Paul Marat et de Gracchus Babeuf prenaient l’antique République romaine comme modèle. Les jacobins étaient en faveur d’une « dictature » par une minorité de révolutionnaires (un groupe de dictateurs) pour écraser la résistance de la noblesse. «Dans le vocabulaire des Lumières, la dictature, s’opposait à la tyrannie ; elle évoquait la vénérable institution romaine : un pouvoir d’exception délégué pour un temps limité, et non pas un pouvoir arbitraire illimité ». Cette 1° forme de dictature tombe en désuétude, puis est abolie à la mort de César. Cette « magistrature républicaine extraordinaire » est valorisé par Tite-Live et Cicéron. Cette expression est reprise par Marx et Engels après les “socialistes utopique” au début du XIX°s, pour mettre en avant le rôle révolutionnaire de l’ensemble des masses laborieuses contre la noblesse.
Le prolétaire est défini dans Le Capital de Marx comme « le salarié qui produit le capital et le fait fructifier », ceux qui travaillent contre un salaire, c’est-à-dire la classe ouvrière, y compris les ouvriers agricoles. Le prolétaire ne possède que ses enfants (en opposition avec l’esclave). Il développe sa conception de l’alliance des ouvriers et des paysans sous la dictature du prolétariat.
« L’ exploitation des paysans ne se distingue que par la forme de l’exploitation du prolétariat industriel. L’exploiteur est le même : le Capital. Les capitalistes exploitent les paysans par les hypothèques et l’usure. La classe capitaliste exploite la classe paysanne par l’impôt d’État. Seule, la chute du capital peut élever le paysan, seul, un gouvernement anticapitaliste, prolétarien, peut le faire sortir de sa misère économique, de sa dégradation sociale. La République constitutionnelle c’est la dictature de ses exploiteurs coalisés, la République rouge, c’est la dictature de ses alliés. »
Les 2 termes dictature et prolétaires furent repris des révolutionnaires français par leurs héritiers politiques du siècle suivant, et parmi eux, les « communistes utopistes » chez qui Marx puisa une partie de son socialisme.
Il fut choisi pour souligner que le capitalisme consiste en la « dictature de la bourgeoisie », qui détient tout le pouvoir politique et économique, sous la forme politique du régime parlementaire . Pour renverser cette classe, la classe des gens – les prolétaires – devait prendre dans un 1° temps tout le pouvoir, pour supprimer la division de la société.

La dictature du prolétariat est un concept du marxisme désignant une phase transitoire révolutionnaire (nécessaire pour abattre le pouvoir de la bourgeoisie), entre le capitalisme et le communisme. Cette notion implique que la société est divisée en 2 classes sociales antagonistes: la bourgeoisie et la classe ouvrière (accompagnée de ses alliés).
En 1871, Marx reproche à la Commune de Paris (1871) de se montrer « trop gentille » avec les forces réactionnaires, de ne pas attaquer Versailles dès qu’elle en a l’occasion, et d’être trop indulgente avec les comploteurs, les incendiaires et les espions contre-révolutionnaires :
« Même les sergents de ville, au lieu d’être désarmés et mis sous les verrous comme on aurait dû le faire, trouvèrent les portes de Paris grandes ouvertes pour aller se mettre en sûreté à Versailles. Les hommes d’ordre non seulement ne furent pas molestés, mais ils eurent la faculté de se rassembler et d’occuper plus d’une position forte au centre même de Paris. […] Toutefois, pendant quelque temps, les exécutions de prisonniers [communards] furent suspendues. Mais à peine Thiers et ses généraux décembriseurs furent-ils avisés que même leurs espions de la gendarmerie pris dans Paris sous le déguisement de gardes nationaux, même les sergents de ville pris avec des bombes incendiaires sur eux, étaient épargnés, à peine s’aperçurent-ils que le décret de la Commune sur les représailles n’était qu’une menace vaine, que les exécutions en masse de prisonniers furent reprises et poursuivies sans interruption jusqu’à la fin. »
“La prochaine tentative révolutionnaire en France ne devra pas, comme cela s’est produit jusqu’ici, faire changer de main l’appareil bureaucratico militaire, mais le briser. Et c’est la condition préalable de toute véritable révolution populaire sur le continent. C’est bien là d’ailleurs ce que tentent nos héroïques camarades parisiens. Quelle souplesse, quelle initiative historique, quelle capacité de sacrifice chez ces Parisiens !

Après la révolution russe de 1917, le concept est repris par Lénine : les bolcheviks ont présenté leur gouvernement comme une « dictature du prolétariat ».
Sur le plan politique, elle s’exprime par une forme de « république démocratique » , une « démocratie politique complète » par exemple en comportant des élections au mandat impératif (où les élus sont mandatés au suffrage universel et révocables). La classe ouvrière – la majorité dans la société capitaliste – gouverne. La démocratie libérale et ses partis “bourgeois “ doivent être détruits. On pourrait parler de démocratie révolutionnaire. K. Marx & F. Engels, 1847
« La 1° étape dans la révolution ouvrière est la constitution du prolétariat en classe dominante, la conquête de la démocratie. »( le pouvoir-cratos du peuple -) « La classe ouvrière ne peut arriver à la domination que sous la forme de la république démocratique qui est la forme spécifique de la dictature du prolétariat, comme l’a déjà montré la grande Révolution française. » et “Il s’agit d’une transformation complète des organisations sociales, il faut donc que les masses y coopèrent, qu’elles aient déjà compris elles-mêmes de quoi il s’agit, pour quoi elles interviennent (avec leurs corps et avec leur vie). Pour que les masses comprennent ce qu’il y a à faire, un travail long persévérant est nécessaire”.
Cependant, cette démocratie n’exclut ni la puissance économique, ni la force militaire de l’État.
Sur le plan économique, elle se traduit par un processus de suppression de la propriété privée des moyens de production, et donc par la mise en place du collectivisme économique et d’une démocratie au travail via un processus de socialisation des biens.
« Le prolétariat se servira de sa suprématie politique pour arracher petit à petit tout le capital à la bourgeoisie, pour centraliser tous les instruments de production entre les mains de l’État, celui du prolétariat organisé en classe dominante, et pour augmenter au plus vite la quantité des forces productives. »
Sur sa force militaire (K. Marx-1848)
« Mais, avant de réaliser un changement socialiste, il faut une dictature du prolétariat, dont une condition 1° est l’armée prolétarienne. Les classes ouvrières de chaque pays devront conquérir sur le champ de bataille le droit à leur propre émancipation. La tâche de l’Internationale est d’organiser et de coordonner les forces ouvrières dans le combat qui les attend. » et « Une révolution est certainement la chose la plus autoritaire qui soit, c’est l’acte par lequel une fraction de la population impose sa volonté à l’autre au moyen de fusils, de baïonnettes et de canons, moyens autoritaires s’il en est ; et le parti victorieux, s’il ne veut pas avoir combattu en vain, doit continuer à dominer avec la terreur que ses armes inspirent aux réactionnaires. »

Le Parti communiste chinois, au pouvoir depuis 1949, se réclame de la dictature du prolétariat. La Constitution de 1975 intègre la « théorie de la révolution continue sous la dictature du prolétariat ». La Constitution de 1982 reprend dans les « Quatre principes fondamentaux » : voie socialiste, dictature du prolétariat, rôle directeur du Parti communiste chinois, marxisme-léninisme et pensée de Mao Zedong, tout en les combinant avec les principes de la réforme économique énoncés en 1978 par Deng Xiaoping et réintroduisant l’économie de marché.
Bruno Guigue en parle beaucoup mieux que moi.
Le communisme
Selon la théorie marxiste, la période révolutionnaire et transitoire de la dictature du prolétariat conduira à la phase dite « inférieure » du communisme, liée à un processus de dépérissement de l’État, à la fin de la production marchande et à l’abolition des classes sociales. Ensuite, adviendra le passage à une société communiste dans sa « phase dite supérieure » mettant fin au droit bourgeois, à la division du travail et la fin de l’opposition entre le travail intellectuel et manuel. Pour mener à bien le processus révolutionnaire vers le communisme, il est nécessaire également que les communistes mènent une lutte qui soit internationaliste, soit une « fraternité internationale des classes ouvrières dans leur lutte commune contre les classes dominantes et leurs gouvernements », un processus contribuant à la fin des nation
La haine jusqu’à l’ Hystérie
Hayek considère, en remontant jusqu’à Saint-Simon, que les idées socialistes sont porteuses d’une conception autoritaire de la société qui ne peut conduire qu’à la dictature, socialisme et fascisme étant pour lui des régimes à la parenté « évidente » : selon cette vision, le projet socialiste de lutte contre le libéralisme et de contrôle de la société porterait en lui les racines du national-socialisme, qui en serait la continuation logique.
-
الطاهر المعز – العربدة الصّهيونية بغطاء أمريكي، من تونس إلى الدّوحة

العربدة الصّهيونية بغطاء أمريكي، من تونس إلى الدّوحة : الطاهر المعز
نفّذ الكيان الصهيوني عدوانًا جويا على أراضي تونس – بدعم من القواعد والأساطيل الأمريكية المنتشرة في بلدان البحر الأبيض المتوسط – يوم الأول من تشرين الأول/اكتوبر 1985 ( حمام الشاطئ، جنوب العاصمة تونس) واغتال قيَادِيّين بارزين في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ( أبو إياد وأبو جهاد)، كما قصف الكيان الصهيوني معظم البلدان العربية: ليبيا والسودان واليمن وسوريا والعراق ولبنان، وأعاد قصف تونس مرّتَيْن خلال أقل من ثلاثة أيام وقَصَف قطر التي أدخلت التّطبيع إلى بيوت كل العرب من خلال الدعوات العديدة لشبكة « الجزيرة » الناطق باسم جيش العدو الصهيوني إلى بث الدّعاية الصّهيونية بدون مُقاطعة أو اعتراض، ونفذ الكيان الصهيوني عمليات اغتيال قادة فلسطينيين وعرب في الأردن والإمارات وقَطر ولبنان وسوريا وفي بلدان أوروبية عديدة ( فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وبلغاريا…)
العدوان على أسطول الصّمود
سبق أن اعتدى الجيش الصهيوني على السّفن التي حاولت كَسْرَ حصار غزة، منذ عدوان 2008، وانتهك العدو الصهيوني المياه الإقليمية لليونان وقبرص ومالطا وإيطاليا وسوريا ولبنان وغيرها، وآخرها السفن التي حاولت كسر الحصار خلال العدوان الذي بدأ يوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2025…
يضم أسطول الصّمود سُفنا انطلقت من موانئ إسبانيا وإيطاليا وتونس وبدأت نحو 20 سفينة قادمة من ميناء برشلونة الإسباني ضمن « أسطول الصمود العالمي » بالوصول، يوم الأحد السابع من أيلول/سبتمبر 2025، إلى السواحل التونسية، وأبحرت قافلة أخرى من ميناء جنوة بإيطاليا، تمهيدا للتوقف في تونس قبل التوجه نحو قطاع غزة لمحاولة كسر الحصار وفتح ممر إنساني لإيصال مساعدات، ويتكون الأسطول من اتحاد أسطول الحرية، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود، ومنظمة « صمود نوسانتارا » الماليزية، ويضم مئات المناضلين من أكثر من نحو 47 دولة، لم تردعهم القرصنة والإعتقالات الصهيونية…
تعرّضت إحدى سفن قافلة الصمود للمرة الثانية، يوم التاسع من أيلول/سبتمبر 2025، خلال أقل من 72 ساعة – قبل موعد انطلاق القافلة – إلى هجوم بطائرة مُسيَّرة صهيونية، ونَفَت وزارة الدّاخلية التونسية العدوان الأول، معتبرة إن الحادث كان عبارة عن حريق من داخل السفينة، و »لا وجود لأيّ عمل عدائي أو استهداف خارجي »، وقد يُعبّر هذا الصّمت عن العجز أو التّواطؤ، حيث يتناقض الإنكار مع الصُّوَر والشهادات وعدد من الأدلّة التي تُؤكّد الهجوم بواسطة طائرة مُسيَّرة صهيونية، كما أكدت فرنشيسكا ألبانيزي ( وفقًا لما توفَّرَ لديها من معلومات ) تَعَرَُّض سفينة أسطول الصمود الرئيسية لهجوم بطائرة مسيرة خلال رسوها في ميناء بتونس، وسكتت وزارة الدّاخلية التونسية « عن الكلام المُباح » لما تكرّر العدوان، غير إن العدوان على تونس تزامن مع توسيع العدوان الصهيوني إلى أكثر من ساحة عربية: لبنان وسوريا واليمن وقطر وتونس فضلاً عن فلسطين، في ظل صمت وتواطؤ عربي رسمي، ولم يَفُلَّ ذلك في عزم اللجنة المنظمة لأسطول الصمود لكي ينطلق الأسطول في الموعد المُحدّد…
رفضت وزارة الدّاخلية التونسية طلب الترخيص قدّمته اللجنة المُنظّمة للأسطول لعقد مؤتمر صحفي مما اضطر اللجنة لعقد المؤتمر الصحفي في الشارع.
يتناقض موقف السّلطات التونسية التي طالما ادّعت دَعْم القضية الفلسطينية وتُؤَكّد على السيادة، مع موقف فرنشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة التي أعلنت في تونس « إنّ ما حدث مع إحدى سفن الأسطول في تونس لن يعطل مهمته، لكسر الحصار عن غزة « ، ودعت إلى » توفير الحماية العاجلة لسفن أسطول الصّمود العالمي » تعليقًا على تَعَرُّضِ سفينة إسبانية لهجوم بطائرة مسيرة خلال رسوها في ميناء سيدي بوسعيد ( الضواحي الشمالية لعاصمة تونس) وأكّدت على دعمها « للأسطول الهادف لكسر الحصار عن غزة »، وعلى « أهمية التضحية الإنسانية في مواجهة التدمير الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة »، وذلك رغم اعتراض الجيش الصهيوني محاولتين سابقَتَيْنِ هذا العام ( حزيران/يونيو و تموز/يوليو 2025) لإيصال المساعدات بحرا إلى غزة…
ظروف العدوان الصهيوني على قيادات من حركة حماس في الدّوْحة
لم يغفر الكيان الصهيوني للمطبّعين، ولم يتردّد في انتهاك سماوات وبحار وأراضي أي دولة عربية أو غير عربية، بما فيها المُهادنة والمُطبِّعَة والمتواطئة، ولنتذكّر إن الكيان الصهيوني لم يتوانَ على التّجسّس على حُماته في أمريكا الشمالية وأوروبا، وبعد الإغتيالات التي حصلت في تونس وعَمّان ودُبَيْ، نفذ العدو عدوانًا على الدّوحة، عاصمة قَطَر، يوم الثّلاثاء التاسع من أيلول/سبتمبر 2025، بهدف اغتيال ( أو إنْذار) الوَفْد التّفاوضي الذي يُمثل حركة حماس الفلسطينية، جاء إلى قطر لدراسة مقترح أمريكي حول « صفقة تبادل الأسرى »، وجرى هذا العدوان في ظل صمت وتآمر الأنظمة العربية وخذلانها الشعب الفلسطيني واللبناني واليمني والسّوري، ومشاركة الإمبريالية الأمريكية والأوروبية.
ارتبط إسم مشيخة قَطَر بشبكة الجزيرة المتواطئة مع الكيان الصهيوني، وكذلك بضخامة القواعد العسكرية الأمريكية مثل قاعدة العيديد التي تحتل نصف مساحة المَشْيَخَة وقاعدة السيلية، وارتبطت مقترحات دونالد ترامب بمهنته الأصلية كسمسار عقارات وسمسار حرب، ويبذل كل جهده لتهجير الفلسطينيين من وطنهم في غزة وتحويل القطاع إلى منتزه للأثرياء يضم موانئ سياحية وكازينوهات وفنادق فاخرة، مع أصهاره من عائلة كوشنر ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير و »المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط » ستيفن ويتكوف (مؤسس ورئيس مجموعة ويتكوف للتطوير العقاري) وغيرهم من الكواسر من أصدقاء أو شُركاء دونالد ترامب، فضلا عن تحويل قطاع غزة إلى محطة عبور لمشروع « الممر الاقتصادي الدولي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا » ( IMEC ) الذي صمّمه مُستشارو الرئيس الأمريكي السابق جوزيف بايدن وأعلن عنه بنفسه من عاصمة الهند خلال انعقاد قمة العشرين ( 09 و 10 أيلول/سبتمبر 2023)، لكن إنجاز هذه المشاريع، فضلا عن استغلال الغاز من سواحل غزة، يتطلّب حصار وتجويع وتهجير وإبادة الشعب الفلسطيني، بمشاركة كل الدّول الإمبريالية وبتواطؤ الأنظمة العربية التي تجاهلت عمليات الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وحظرت مظاهر التضامن والغضب الشعبي، ولم تنشر أي حكومة عربية تعازي لحركة حماس أو حزب الله أو أنصار الله بعد اغتيال الكيان الصهيوني قادة حركات المقاومة المشروعة والضّرورية ضدّ العدو المُشترك…
الكيان الصهيوني عدو كل العرب وعدو الإنسانية
كشفت السّلطات التونسية زيف حديثها عن السيادة لما بررت القمع والإعتقالات والتصرفات العنصرية بمقاومة « غزو المُهاجرين » الفُقراء الإفريقيين الفارين من البؤس والحروب، لأنهم ينتهكون سيادة البلاد، وفق الخطاب الرسمي، لكن نفس هذه السّلطات تتكتّم وتحاول طَمْس الجرائم الصهيونية التي ارتكبها الجيش الصهيوني مرّتَيْن خلال أقل من 72 ساعة.
أما الكيان الصهيوني فيَعْتَبِرُ كل الشعوب العربية أعداء له، وهو مُحقّ في ذلك، ولم تسلم أراضي الدّول التي طبّعت سلطاتها العلاقات مع الكيان الصّهيوني أو هادنته، ولذا وجب التّذكير بالبُعْد العربي والأممي لقضية فلسطين.
يُعربد الكيان الصهيوني بفعل علاقاته المتطورة والعضْوِيّة مع الإمبريالية الأمريكية والأوروبية التي لا تزال تعتبر العدوان « دفاعًا عن النّفس »، ولا تزال تُرسل الأسلحة ولها « علاقات شراكة مُميزة » مع الكيان الصهيوني، ولو قامت دولة أخرى بالعربدة المستمرة كما يفعل الكيان الصهيوني لاجتمع مجلس الأمن بسرعة قياسية لشَرْعَنَة احتلال تلك الدّولة ( الإفتراضية) من قِبَل دول حلف شمال الأطلسي، كما حصل في أفغانستان والعراق أو تدميرها بقرار من مجلس الأمن أو بدونه، كما حصل في ليبيا وسوريا واليمن…
لا يمكن للطائرات والصواريخ الصهيونية الوصول إلى قطر – التي تستثمر في إنقاذ الإقتصاد الأمريكي وتُنفّذ مخططات الإمبريالية الأمريكية في الوطن العربي – أو تونس دون عبور أجواء عربية أو غير عربية، كما لا يمكن للكيان الصهيوني تنفيذ مثل هذه العمليات العدوانية دون إذن أو عِلْم الولايات المتحدة – إن لم تكن الولايات المتحدة مُشارِكَة في التخطيط والرّصْد والتّنفيذ – فالجيش الأمريكي متواجد في ما لا يقل عن إحدى عشر قاعدة عسكرية في الخليج (البحرَيْن والسعودية والكويت والإمارات ) فضلا عن القواعد في العراق وسوريا والأردن، بها معدّات تجسّس وترَصّد وطائرات وصواريخ ورادارات وما إلى ذلك من عتاد وأسلحة وأهمها قاعدة العديد – التي كانت نقطة انطلاق العدوان الأمريكي على بلدان عربية وغير عربية – والسّيلية في قَطَر، مما يسمح بالإستنتاج إن الكيان الصهيوني يعتدي على أي بلد عربي بغطاء أمريكي، ضمن مجموعة خطوات على طريق إنجاز « مشروع الشرق الأوسط الكبير » تحت الهيمنة الأمريكية والصّهيونية.
لذلك وجب الإعلان بوضوح وبصوت مرتفع: إن الكيان الصهيوني يستهدف كل شعوب وسُكّان البلدان العربية، من موريتانيا إلى العراق، وهو عدوّ لا يمكن التفاوض معه أو عقد أي اتفاقيات معه، لأن وجوده في فلسطين غير شرعي، وكل تفاوض يُعتبر طعنةً في ظهر الفلسطينيين والعرب، ولا حلَّ سوى مقاومته حتى تحرير كل فلسطين، سواء تطلّب الأمر عقدًا أو إثنين أو عشرة عُقُود، لأن المُهِم تلقين الأجيال العربية ثقافة الصّمود والمقاومة والدّفاع عن حقّنا، مهما تطلّبت المقاومة من وقت وضحايا ومتاعب… » ومن لم يرد صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر » وفق الشاعر التونسي « أبو القاسم الشّابِّي » ( 1909 – 1934 ) الذي كتب كذلك » إنَّ السَّلامَ حقيقةٌ مَكذوبةٌ، والعَدلُ فلسفةُ اللهيبِ الخابي – لا عدل الا إن تعادلت القوى وتصادم الارهاب بالارهاب ».
الطاهر المعز
-
Emmanuel Todd – Entretien : “L’armement nucléaire de l’Iran ne pose pas de problème spécifique”

Voici la traduction en français d’un entretien donné récemment au Japon. M’exprimer régulièrement au Japon sur les questions géopolitiques (depuis vingt ans au moins) m’a aidé à développer une vision désoccidentalisée du monde, une conscience géopolitique non-narcissique. On verra ainsi dans cet entretien que c’est ma réflexion déjà ancienne sur l’éventuelle acquisition par le Japon de l’arme nucléaire qui m’a conduit à une vision plutôt sereine de la question iranienne.
Les démocraties européennes ne vont pas bien. Elles ne peuvent plus être décrites comme pluralistes pour ce qui concerne l’information géopolitique. La possibilité de m’exprimer dans les grands médias japonais m’a permis d’échapper à l’interdit qui pèse en France sur toute interprétation non conforme à la ligne occidentaliste. Les chaines d’État (France-Inter, France-Culture, France 2, France 3, la 5, France-Info etc) sont des agents particulièrement actifs (et incompétents) du contrôle de l’opiniongéopolitique.
Je profite de cette occasion pour dire ma gratitude envers le Japon, ce pays qui m’a permis de rester libre. Sans la protection de Tokyo, les chiens de garde nourris à Paris auraient sans doute réussi à me faire passer pour un agent de Moscou.
Je remercie spécialement mon ami et éditeur Taishi Nishi qui a réalisé et mis en forme cet entretien.
Emmanuel Todd – Entretien : “L’armement nucléaire de l’Iran ne pose pas de problème spécifique”Shunjū, numéro d’août 2025
Emmanuel Todd
Entretien : “L’armement nucléaire de l’Iran ne pose pas de problème spécifique”Le 13 juin, Israël a lancé une attaque préventive contre l’Iran, bombardant des installations nucléaires et menant une « opération de décapitation » contre des hauts gradés militaires et des scientifiques. Puis, le 21 juin, les forces américaines ont à leur tour bombardé les installations nucléaires iraniennes avec des missiles Tomahawk et des Bunker Busters.
Non seulement l’Iran, mais aussi la Chine, la Russie et le Secrétaire général de l’ONU ont dénoncé une « violation de la Charte des Nations Unies et du droit international, ainsi qu’une atteinte à la souveraineté et à l’intégrité territoriale de l’Iran ». Pourtant, en Occident, les réactions n’ont pas été aussi vives que lors des attaques sur Gaza. C’est sans doute parce que beaucoup de gens partagent l’argument des États-Unis et d’Israël selon lequel l’Iran ne devrait pas posséder l’arme nucléaire. Je pense que la plupart des Japonais partagent ce point de vue.
Cependant, je suis d’avis que l’armement nucléaire de l’Iran ne pose pas de problème spécifique. Bien au contraire, je pense, tout comme pour le Japon, qu’il serait préférable que l’Iran se dote de l’arme nucléaire.
S’il y a une leçon historique à tirer concernant les armes nucléaires c’est que le risque de guerre nucléaire naît du déséquilibre. La situation de 1945 en est l’illustration parfaite : les États-Unis, alors seule puissance nucléaire au monde, ont pu utiliser cette arme sur Hiroshima et sur Nagasaki.
À l’inverse, il n’y a pas eu de guerre nucléaire durant la Guerre froide. Après la Seconde Guerre mondiale, les guerres indo-pakistanaises de grande ampleur ont cessé après que les deux pays se sont dotés de l’arme nucléaire. Depuis, bien que des affrontements armés éclatent occasionnellement, ils ne dégénèrent plus en guerre totale.
Aujourd’hui, les tensions régionales s’exacerbent en Asie de l’Est et au Moyen-Orient. Un Japon non-nucléaire fait face à une Chine et une Corée du Nord nucléarisées, tandis qu’au Moyen-Orient, seul Israël possède l’arme nucléaire. Autrement dit, un « déséquilibre nucléaire » s’est créé, générant une situation instable. De même que la possession de l’arme nucléaire par le Japon contribuerait à la stabilité régionale en Asie de l’Est, celle de l’Iran fonctionnerait comme une force de dissuasion contre la dérive d’Israël et contribuerait à la stabilité du Moyen-Orient.■ Préjugés et acceptation du nucléaire
Il y a une vingtaine d’années, lorsque j’ai évoqué pour la première fois l’armement nucléaire du Japon, la réaction des Japonais fut pour le moins intéressante.
Pour résumer les divers commentaires, cela donnait quelque chose comme : « L’armement nucléaire du Japon est irréaliste ! Mais quel Occidental sympathique d’oser dire que le Japon aussi aurait le droit de posséder l’arme nucléaire.
L’intellectuel français typique est sans doute inconsciemment convaincu que la possession de l’arme nucléaire par la France ne pose aucun problème moral particulier. Nous, Occidentaux, serions spécifiquement rationnels, raisonnables et dignes de confiance. Les non-Occidentaux ne peuvent bénéficier de cette qualification a priori. Mais pourquoi donc, au fond, l’Iran ne pourrait-il avoir l’arme nucléaire alors qu’Israël la possède ? Ici se niche un formidable préjugé contre l’Iran, pays non-occidental.
Si je ne vois pas de problème particulier à ce que le Japon ou l’Iran possèdent l’arme nucléaire, c’est parce que je crois que, fondamentalement, les Japonais et les Iraniens partagent la même « humanité », non suicidaire, que les Français. J’ai étudié la « diversité du monde » à travers les différences de structures familiales, en échappant, je l’espère, au mépris occidentaliste envers les grandes civilisations du monde. Aujourd’hui, le refus de voir la diversité culturelle du monde est devenu la grande faiblesse de l’Occident. Sa défaite dans la guerre en Ukraine résulte d’une mauvaise appréciation de la puissance réelle de la Russie, qui résultait elle-même d’un ridicule sentiment de supériorité occidental. L’Occident commet la même erreur à l’égard de l’Iran.
Voici la vision dominante des médias occidentaux concernant l’attaque contre l’Iran : au début, Trump hésitait à attaquer. Il souhaitait la paix et avait entamé des négociations avec l’Iran, mais face à leur enlisement, il aurait changé d’avis, galvanisé par les succès militaires spectaculaires d’Israël. Mais Trump a-t-il vraiment hésité ?
Maurice Leblanc, l’auteur d’Arsène Lupin fait dire ceci à son héros, dont je m’inspire parfois: « Si tous les faits que nous possédons concordent avec une interprétation que nous en avons, il est fort probable que cette interprétation est la bonne ». Si l’on part de l’hypothèse que « l’hésitation de Trump n’était qu’un mensonge », on peut suivre les évènements dans leur vraie logique.
Face au témoignage de la directrice du renseignement national américain, Mme Gabbard, selon laquelle « nous continuons d’analyser que l’Iran ne fabrique pas d’armes nucléaires. Le Guide suprême, l’ayatollah Khamenei, n’a pas approuvé la reprise du programme d’armement nucléaire gelé en 2003 », Trump a rétorqué le 17 juin : « C’est faux », « ils sont sur le point d’avoir l’arme nucléaire », rejetant ainsi l’analyse de ses propres services de renseignement.
La veille de l’attaque, Trump déclarait qu’il « déciderait d’agir ou non dans les deux semaines, en tenant compte de la possibilité de négociations imminentes avec l’Iran ». Ce n’était qu’un camouflage et il a réussi son attaque surprise.
Après douze jours de combats, Trump a amené Israël et l’Iran à accepter un cessez-le-feu, se comportant comme un « médiateur de la paix ». Mais tout cela n’est qu’une farce. Les États-Unis étaient impliqués dans le plan d’attaque contre l’Iran depuis le début.■ « American Crusade »
L’armée israélienne compte environ 23 000 Américains, et 15 % des colons de Cisjordanie (environ 100 000 personnes) sont américains. La fixation pathologique des États-Unis sur Israël est évidente dans le livre du secrétaire à la Défense, Pete Hegseth, « American Crusade » (La Croisade américaine), publié en 2020.
Je vous invite d’abord à regarder la couverture de ce livre. Une photo de l’auteur, à l’allure de “macho” tenant le drapeau américain, orne la couverture, et il saute aux yeux qu’il n’est pas la personne adéquate pour être secrétaire à la Défense de la plus grande puissance mondiale.
Voici ce qu’on peut lire dans le chapitre sur Israël :
« La ligne de front de l’Amérique, la ligne de front de notre foi, c’est Jérusalem et Israël. Israël est le symbole de la liberté, mais plus encore, il en est l’incarnation vivante. Israël est la preuve, sur la ligne de front de la civilisation occidentale, que la poursuite de la vie, de la liberté et du bonheur peut transformer une région embourbée et offrir un niveau de vie sans égal au Moyen-Orient. Israël incarne l’arme de notre croisade américaine, le “quoi” de notre “pourquoi”. » « Foi, famille, liberté et libre entreprise. Si vous aimez ces choses, apprenez à aimer l’État d’Israël, et trouvez un endroit où vous pouvez vous battre pour lui. »
Voilà l’homme qui, en tant que secrétaire à la Défense des États-Unis, a mené l’attaque contre l’Iran.
Quelle sera l’efficacité à long terme de cette attaque militaire, dont l’objectif déclaré était de détruire les installations nucléaires ? La Corée du Nord, qui elle a réussi son développement nucléaire, n’a pas été attaquée par les États-Unis et est parvenue à être considérée comme une puissance nucléaire de facto. Cette attaque ne fera donc que renforcer la motivation de l’Iran à posséder l’arme nucléaire, sans jamais l’éliminer. C’est contre-productif.
La réalité la plus profonde est que les États-Unis et Israël n’avaient pas d’objectif de guerre rationnel. Il s’agissait d’une action impulsive, une quête de la violence, mue par un goût pour la guerre, en somme, par le nihilisme. La guerre elle-même était le but de la guerre. On ne peut s’empêcher de penser que les États-Unis, meurtris par leur défaite face à la Russie en Ukraine, ont cherché à maintenir leur équilibre psychologique en attaquant un pays plus faible.
Ils se félicitent d’une « opération éclair impeccable », une description reprise par les médias. Mais la postérité la consignera probablement dans les livres d’histoire comme un événement comparable à l’attaque de Pearl Harbor, qui, après un succès initial éclatant, a précipité le Japon dans l’abîme.■ Ma relation personnelle avec l’Iran
Même si j’ai déjeuné avant la guerre d’Ukraine deux ou trois fois à l’ambassade de Russie, je n’ai jamais eu de relations personnelles avec des diplomates russes. Mes opinions sur la Russie sont des reconstructions intellectuelles à partir de textes. Pour l’Iran, c’est différent. Hier à midi encore, j’ai déjeuné et passé trois heures et demie avec l’ambassadeur d’Iran en France.
Ma relation personnelle avec l’Iran a commencé vers 2005, à l’époque où Mahmoud Ahmadinejad, un populiste partisan d’une ligne dure, était président.
Alors que je sommeillais dans mon bureau à l’Institut National d’Études Démographiques (INED), j’ai reçu un appel de l’ambassade d’Iran, disant que quelqu’un voulait me rencontrer. Ma première réaction fut la crainte, mais la curiosité l’a emporté. En me rendant à l’ambassade, j’ai été quelque peu rassuré en voyant une employée porter un élégant foulard Burberry. J’ai rencontré le chargé d’affaires, qui m’a dit : « Monsieur Todd, je ne sais pas du tout qui vous êtes, mais le traducteur de votre dernier livre m’a demandé de vous remettre un exemplaire dédicacé de la version en farsi de Après l’Empire ». J’ai répondu « Merveilleux » et demandé : « Vous vous êtes donc mis d’accord avec mon éditeur Gallimard sur les droits de traduction ? ». Sa réponse fut : « Ce n’était pas nécessaire. L’Iran n’est pas signataire des conventions internationales sur le droit d’auteur » (autrement dit, ils l’avaient traduit sans se soucier des droits). J’ai commencé à discuter avec ce diplomate, qui avait une formation d’historien, à de multiples reprises durant les mois qui ont suivi. J’ai fini par amener à l’Ambassade d’Iran des journalistes de ma connaissance, qui travaillaient pour France-Inter, Libération ou le Nouvel Observateur. Ce fut pour moi une expérience unique: il m’arrivait d’être ramené chez moi tard le soir après une discussion animée dans une voiture de l’Ambassade d’Iran. Homme prudent, je tenais un ami proche de l’Élysée au courant de mes activités de James Bond intellectuel.
Les médias occidentaux sont remplis d’a priori sur l’Iran, du type, « le statut des femmes y est très bas », « les femmes y sont persécutées », « l’islam chiite est plus menaçant que l’islam sunnite ». Sous prétexte qu’il s’agit chaque fois de l’islam, nos médias sont aveugles aux différences entre », entre « sunnites » et « chiites », entre Arabes et Iraniens.
Trump et Netanyahou ont déclaré que « l’attaque contre l’Iran visait un changement de régime », allant jusqu’à suggérer l’assassinat du Guide suprême Khamenei, comme si c’était possible. Cette déclaration totalement irréaliste montre qu’ils n’ont aucune idée de ce qu’est l’Iran.
Le régime libyen s’est effondré avec la mort de Kadhafi, et le régime irakien a implosé avec la défaite militaire de Saddam Hussein. Mais ces deux pays, comme c’est souvent le cas des nations arabes, ne possédaient qu’un système politique fragile. L’Iran, perse en son cœur, et largement quoi que non-exclusivement chiite, est une société fondamentalement différente. Si l’ayatollah Khamenei était assassiné, il est très vraisemblable que l’État iranien ne s’effondrerait pas.■ La différence entre Arabes et Perses
Les pays arabes sunnites se caractérisent par la force du réseau de parenté patrilinéaire. Le clan patrilinéaire y est souvent plus puissant que l’État, ce qui rend par définition la construction d’un État difficile. Quand un État perdure, comme l’Arabie saoudite, le pays de la maison des Saoud, c’est un clan qui le domine. À l’opposé, l’Iran, héritier lointain du grand Empire perse, a hérité d’une tradition et d’une histoire de construction de l’État qui remonte à 2 500 ans.
La différence entre les Arabes sunnites et l’Iran chiite se manifeste aussi dans le statut des femmes. Il ne faut pas se laisser tromper par la question du port du voile. En Iran, le taux d’inscription des femmes à l’université dépasse celui des hommes. L’indicateur conjoncturel de fécondité, qui baisse avec l’augmentation du taux d’alphabétisation des femmes, est actuellement de 1,7 enfants par femme en Iran, presque identique à celui de la France (1,65).
Pourquoi ? Contrairement aux pays arabes sunnites proches du « centre » du Moyen-Orient, l’Iran, situé en « périphérie », a conservé certaines des caractéristiques de l’homo sapiens archaïque, qui était égalitaire pour les rapports entre les sexes et nucléaire dans sa structure familiale (c’est le « conservatisme des zones périphériques »). En ce sens, il est un peu plus proche que le monde arabe de l’Europe. La tendance nucléaire de l’Iran est également évidente dans la « succession ». À ce sujet, il existe un livre merveilleux, exempt de préjugés et d’idéologie, de Noel Coulson : Succession in the Moslem Family (1971).
Imaginons, par exemple, le cas d’un homme qui décède, laissant comme héritiers son frère, sa femme, sa fille et la fille de son fils.
Selon le droit sunnite, le frère reçoit un cinquième, la femme un huitième, la fille la moitié, et la fille du fils un sixième. Selon le droit chiite, le frère ne reçoit rien, la femme un huitième, la fille sept huitièmes, et la fille du fils rien. Le droit chiite est donc plus favorable aux femmes.
Imaginons un autre cas où un homme décède, laissant pour héritiers le fils de son fils et sa propre fille. Selon le droit sunnite, le fils du fils reçoit la moitié et la fille la moitié. Selon le droit chiite, le fils du fils ne reçoit rien, tout revient à la fille.
Coulson conclut ainsi :
« Contrairement au droit sunnite, qui repose sur la notion de famille étendue ou de groupe tribal, le droit chiite se fonde sur une conception plus restreinte du groupe familial, une conception nucléaire qui inclut les parents et leurs descendants directs [les enfants]. »
Pays arabes à structure tribale versus Iran à structure nucléaire. Quelle est la conséquence de cette différence ? Alors que les pays arabes ont des difficultés à construire des États et des armées modernes, l’Iran y excelle. Le cinéma iranien, mondialement reconnu, est le fruit de ce terreau culturel et social.
Ce caractère nucléaire explique à la fois l’ordre et le désordre dans la société iranienne. Le désordre a permis à Israël d’assassiner des personnalités iraniennes, le potentiel d’ordre rend ces opérations vaines.
Le succès remarquable de ces assassinats a été attribué à l’excellence du Mossad et à l’incompétence des services de renseignement iraniens. Or c’est précisément parce que la société iranienne n’est pas tribale mais de type nucléaire que l’infiltration du Mossad et de ses collaborateurs a été possible. Cependant, tuer quelques militaires ou scientifiques ne déstabilisera pas l’Iran, car il existe une organisation étatique moderne qui n’est pas fondée sur des liens personnels. Les morts sont remplacés. Autrement dit, aussi brillante soit-elle sur le plan tactique, l’opération de décapitation est stratégiquement dénuée de sens.■ Qu’était la Révolution iranienne ?
Si l’Occident, à commencer par les États-Unis, se méprend autant sur l’Iran d’aujourd’hui, c’est principalement parce qu’il n’a toujours pas compris la signification de la Révolution iranienne de 1979. Pour les États-Unis en particulier, la prise d’otages à l’ambassade américaine est devenue un traumatisme qui empêche toute compréhension sereine. Pourtant, le nom officiel de l’État né de cette révolution est bel et bien « République islamique d’Iran ». Ce fut une révolution démocratique. Par son caractère démocratique et égalitaire, on peut considérer la Révolution iranienne comme une cousine de la Révolution française et de la Révolution russe.
L’historien britannique Lawrence Stone avait souligné le lien entre « alphabétisation et « révolution ».
En France, vers 1730, le taux d’alphabétisation des hommes de 20 à 24 ans a dépassé les 50 %; en 1789, la Révolution française a éclaté. En Russie, ce seuil d’alphabétisation a été franchi en 1900 et la Révolution russe a eu lieu en 1905 et 1917.
En Iran, le seuil de 50 % d’alphabétisation pour les jeunes hommes a été franchi vers 1964. Quinze ans plus tard, la Révolution iranienne éclatait et renversait la monarchie. Vers 1981, le taux d’alphabétisation des jeunes femmes dépassait à son tour les 50 %, et vers 1985, la fécondité commençait aussi à baisser.
La Révolution iranienne fut certes une révolution religieuse, mais la Révolution puritaine en Angleterre, menée par Cromwell, le fut également. Dans la mesure où ces deux révolutions ont renversé la monarchie au nom de Dieu, elles sont comparables. On peut dire que le chiisme iranien a, comme le protestantisme anglais, accompli une sorte de révolution religieuse de gauche.
Cette révolution a pu avoir lieu parce que le chiisme porte une vision selon laquelle le monde est un lieu d’injustice et doit être transformé. Alors que la doctrine sunnite est, pour ainsi dire, « fermée », la doctrine chiite est « ouverte ». Elle possède une tradition de contestation qui, contrairement à l’islam sunnite, valorise le débat.
Un soir, lors d’un dîner très détendu avec six diplomates iraniens, mon ami Bernard Guetta eut l’audace de leur demander pour qui ils avaient voté lors de la dernière élection présidentielle. Chacun avait voté pour un candidat différent. Ils se sont alors mis à argumenter les uns avec les autres. J’ai été le témoin de cette culture où tout le monde débat avec tout le monde.■ La pression américaine est contre-productive
Le régime politique iranien est certes répressif. Le nombre de candidats autorisés à se présenter à l’élection présidentielle est limité, et l’année dernière, environ 900 exécutions capitales ont eu lieu, pour moitié pour des affaires de drogue. Mais à mon sens, la pression américaine a déformé le régime iranien. « Le problème, c’est que la menace américaine renforce constamment les conservateurs en Iran », m’a expliqué un jour un diplomate iranien. Elle met à leur service le sentiment national. Loin de favoriser la démocratie en Iran, l’action américaine entrave son développement.
Il y a un autre point que les médias occidentaux, focalisés sur les bombardements spectaculaires menés par les bombardiers de pointe américains et israéliens, ont négligé. L’aspect le plus important de la montée en puissance militaire de l’Iran, n’est pas le nucléaire mais la production de missiles balistiques et de drones. L’Iran a délibérément renoncé à une force aérienne coûteuse pour miser sur le développement de missiles balistiques et de drones bon marché. Cette politique de défense asymétrique intelligente et déterminée a remarquablement bien fonctionné. Le système de défense antiaérienne israélien a été littéralement épuisé par douze jours de guerre.■ Le Japon, un précurseur des BRICS
Comment cela a-t-il été possible ? Dans La Défaite de l’Occident, j’ai attribué la victoire à venir de la Russie et la défaite certaine des États-Unis dans la guerre en Ukraine au nombre d’ingénieurs plus élevé formés par la Russie. Or l’Iran aussi forme un nombre considérable d’ingénieurs. Parmi les étudiants étrangers obtenant un doctorat aux États-Unis, la proportion d’Iraniens choisissant des filières d’ingénierie est exceptionnellement élevée (66 %, contre 35 % pour la Chine et 39 % pour l’Inde).
L’ambassadeur iranien avec qui j’ai déjeuné hier a souligné que la formation d’ingénieurs est un projet qui fut planifié et exécuté par les gouvernements successifs. De fait, les universités iraniennes ont connu un essor spectaculaire après la révolution, avec une préférence pour la formation d’ingénieurs.
L’Iran a rejoint les BRICS. La Russie, la Chine et l’Iran, bien que très différents, partagent le même idéal de « souveraineté nationale ». Il est intéressant de noter que, tout en étant solidaires, ils comprennent et respectent la souveraineté les uns des autres.
À l’opposé, Trump, qui voit les BRICS comme un ennemi, piétine, lui, la souveraineté et la dignité de ses propres “alliés”, les traitant comme des protectorats ou des vassaux, tentant de les entraîner dans des guerres insensées. En Europe, qui a renoncé à son autonomie vis-à-vis des États-Unis, non seulement la France et le Royaume-Uni, traditionnellement belliqueux envers la Russie, mais aussi l’Allemagne du nouveau gouvernement Merz, augmentent leurs dépenses de défense et cherchent à s’impliquer davantage dans la guerre en Ukraine. Le Japon ne devrait pas s’aligner sur cette tendance européenne.
Dans la préface à l’édition japonaise de La Défaite de l’Occident, j’ai écrit : « La défaite de l’Occident est désormais une certitude. Mais une question demeure : le Japon fait-il partie de cet Occident en déroute ? ».
Le Japon, de par sa civilisation singulière, n’est-il pas destiné à faire partie d’un monde diversifié et non-occidental comme celui des BRICS ? Le Japon a été le premier pays à défier la domination occidentale. En ce sens, la restauration de Meiji fut peut-être une sorte de précurseur des BRICS. Je suis convaincu qu’en cherchant dans la littérature de l’ère Meiji, on trouverait des textes affirmant que pour protéger le pays, il faut des ingénieurs.Source : https://substack.com/@emmanueltodd/note/p-173092763?show_reaction_upsell=true&reaction=%E2%9D%A4
« Commencer mon rôle en tant qu’administrateur WordPress a été un plaisir, grâce à son interface intuitive, sa gestion des médias, sa sécurité et son intégration des extensions, rendant la création de sites Web un jeu d’enfant. »
– Keiko, Londres
« Commencer mon rôle en tant qu’administrateur WordPress a été un plaisir, grâce à son interface intuitive, sa gestion des médias, sa sécurité et son intégration des extensions, rendant la création de sites Web un jeu d’enfant. »
– Sarah, New York
« Commencer mon rôle en tant qu’administrateur WordPress a été un plaisir, grâce à son interface intuitive, sa gestion des médias, sa sécurité et son intégration des extensions, rendant la création de sites Web un jeu d’enfant. »
– Olivia, Paris