عندما تنقطع عنِّي أخبار أحد الأصدقاء أكتب رسالة للسّؤال عن الحال والصّحّة، لأن الأصدقاء والرفاق يتوارَوْن الواحد بعد الآخر بسبب المرض وآثار التعذيب والسّجون ومصاعب الحياة، قبل بلوغ مُتوسّط عمر الأمل في الحياة عند الولادة…

غابت عني أخبار الرفيق والصّديق عبد العزيز المنبهي الذي يسكن بعيدًا عنّي بمدينة روزي بشمال غرب فرنسا ( قرب نانت ) فكتبت رسالة بقيت بلا ردّ، على غير عادته، وبعد بضعة أيام علمت بوفاته مساء السبت 23 آب/أغسطس 2025 بإحدى مصحات باريس

لم نكن أصدقاء حميمين على المستوى الشخصي، لكن جمعتني به طيلة عُقُود لقاءات نضالية ومُداخلات مُشتركة خلال بعض التّظاهرات السياسية التي دُعينا إليها لإلقاء كلمة أو إلقاء الضّوء على بعض جوانب قضايا التّحرّر الطّبقي والوطني أو المساهمة في توضيح ما يحدث بالوطن العربي وما إلى ذلك، فكانت لقاءاتنا غير منتظمة، بمناسبة تظاهرات الطلبة التقدميين المغاربة أو الإتحاد العام لطلبة تونس أو منظمات مُساندة لنضالات الشعب الفلسطيني أو مناهضة للإمبريالية في مدن فرنسية مختلفة، ثم نخصص وقتا للنقاش الهادئ بيننا وتبادل الآراء، فكانت جلسات ممتعة، ثنائية أو بمشاركة بعض الرفاق الآخرين من المغرب العربي أو من فلسطين أو فرنسا…

انتُخِبَ عبد العزيز المنبهي رئيسًا للإتحاد الوطني لطلبة المغرب، بعد المؤتمر الخامس عشر ( آب/أغسطس 1972)، وهو من المؤسسين لمنظمة « إلى الأمام » الماركسية اللينينية، مع رفاق تُوفِّيَ العديد منهم مثل عبد اللّطيف زروال الذي توفّي تحت التعذيب في أقْبية مُعتقل « درب مولاي الشريف » للشرطة السّرّية بالدّار البيضاء ( حزيران/يونيو 1974 عن عمر لم يتجاوز 25 سنة) وأخته سعيد المنبهي ( التي تصغره بسَنَتَيْن) التي توفيت في السّجن خلال إضراب عن الطّعام بسبب الإهمال الطّبّي المُتعمّد، عن 25 سنة، وغيرهم من شُهداء الحركة الماركسية اللينينية المغربية مثل حمامة بوعبيد وأمين التهاني ورحال جبيهة والمنتصر البريبري وعبد الحق شباضة وغيرهم ممن عانوا في أَقْبِيَة الشرطة وفي سجون القنيطرة وتازمامارت والنّاظور وغيرها…

تعرض عبد العزيز المنبهي للاعتقال عدّة مرات و تعرض للتعذيب، قبل المنفى الإضطراري، سنة 1977، حيث عانى من المرض، خصوصًا خلال العقدَيْن الأخيرين، لكنه بقي داعمًا مبدَئِيًّا لحق الطبقة العاملة في الإنعتاق والقضاء على الإستغلال وإقامة مجتمع اشتراكي عادل، وداعما لحق تقرير الشعوب مصيرها، وبالأخص الشعب الفلسطيني والشعب الصّحراوي، ولم يتنازل وبقي يردّد « كنت ماركسيا لينينيًّا وسأضلُّ ماركسيا لينينيا إلى الممات »…

أصدر عبد العزيز المنبهي كتابا ( سيرة ذاتية) في فرنسا باللغة الفرنسية، سنة 2022، بعنوان : الجرائم، الأكاذيب، الخيانة، والمقاومة، ولم يعد متوفرًا وَرَقِيًّا ( 19 يورو) ويُباع إلكترونيا بقيمة تسع يورو ( 9€  )

يقدم الناشر الكتاب على النحو التالي:

رُؤْيَة مغربية:

كيف يخوض المرء، في ظل نظام ملكي استبدادي وقمعي، نضالاً من أجل التحرير؟

كيف يُدفع ثمن هذا النضال بالمراقبة المستمرة، والاعتقالات التعسفية، والسجن، والتعذيب؟

كيف تؤثر وحشية القمع على الجسد، لكنها لا تُضعف عزيمة المناضل؟

كيف يتمكّن المرء بعد ذلك من مواصلة العطاء والحب ؟

يُقدّم المؤلف كتابه على هذا النحو:

قال لينين ما مفاده: « في السجن، ينكسر الزجاج، ويُقوّى الفولاذ ».

لستُ مصنوعًا من زجاج. لقد عشتُ مع العنف. رافقني العنف طوال حياتي، من مدرسة القرآن إلى الشوارع، بما في ذلك ضرب عائلتي ووالدي. اعتدتُ على الضرب. هل هي جبرية شرقية؟ لا. لم يعد القلق والخوف من طبيعتي، هذا كل شيء. أعلم أنني سَأُصاب بالأذى، وأن المعاناة ستكون شديدة لدرجة أنني سأصرخ وأُغمى عليّ. « ليكن ما يكون »، كلٌّ يؤدي دوره: الجلاد يُعذِّب والمُعذب يعاني. أنا مستعد.

بطاقة هوية

عبد العزيز منبهي

وُلد في مراكش يوم 15 شباط/فبراير 1950، وتوفي في أحد مستشفيات باريس يوم 23 آب/أغسطس 2025.

انتُخِبَ رئيسًا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب (المؤتمر الخامس عشر – آب/أغسطس 1972.

عضو مؤسس للمنظمة الماركسية اللينينية « إلى الأمام »، وهو شقيق الشهيدة سعيدة المنبهي (1952-1977)، التي توفيت في السجن نتيجة الإهمال الطبي المُتَعمّد ورفض إسعافها، خلال إضراب عن الطعام، وهي عضو في المنظمة الماركسية اللينينية نفسها « إلى الأمام ».

اختُطف سعيد المنبهي خلال شهر كانون الثاني/ يناير 1973، واختفى حتى شباط/فبراير 1974، وسُجن حتى آب/أغسطس 1977، وحوكم وأُعلنت براءته في آب/أغسطس من العام نفسه، ولجأ مُرغما إلى المنفى في فرنسا من 1977 حتى 1994، تاريخ العفو العام والسماح له بالعودة إلى الوطن، وتكررت زياراته للمغرب منذ ذلك الحين، لكنه بقي يعيش في فرنسا ( قريبًا من مدينة نانت) مع زوجته وابنه وابنته…

الطاهر المعز 

Crimes , mensonges , trahison et résistance  – autobiographie 2022

Abdelaziz Menebhi

Le livre est disponible uniquement en version électronique ( 9€)

L’éditeur présente le livre comme suit :
Un Marocain raconte.
Comment, vivant sous un régime monarchique autoritaire et répressif, on s’engage dans une lutte de libération.
Comment cette lutte se paie de surveillance permanente, d’arrestations arbitraires, de prison et de tortures.
Comment la brutalité de la répression atteint le corps, mais n’entame pas la détermination du militant.
Comment on peut malgré tout vivre des histoires d’amour.

L’auteur présente son livre ainsi :

Lénine a dit à peu près : « En prison le verre se casse, l’acier se renforce ».

Je ne suis pas de verre. J’ai vécu dans la violence. La violence m’a accompagné toute ma vie de l’école coranique à la rue en passant par ma famille et les raclées de mon père. Je suis habitué aux coups. Fatalisme oriental ? Non. L’angoisse et la peur ne sont plus dans ma nature, voilà tout. Je sais que l’on va me faire mal, que la souffrance sera telle que je vais hurler et m’évanouir. « Advienne que pourra », chacun joue son rôle, le tortionnaire torture et le torturé souffre. Je suis prêt.

Carte d’identité

Abdelaziz Menebhi

Né à Marrakech le 15 février 1950, mort à Paris le 23 août 2025
Élu président de l’-union- nationale des Étudiants du Maroc (15e congrès) en aout 1972

Membre fondateur de l’organisation marxiste-léniniste « Ila-Alamam » ( En avant)
Enlevé en janvier 1973, porté disparu jusqu’en février 1974, emprisonné jusqu’en aout 1977, jugé et « acquitté » en aout de la même année
Exilé en France de 1977 jusqu’en 1994, date de l’amnistie générale.
Frère de la martyre marocaine Saida Menebhi 1952 – 1977 , morte en prison pour refus de négligence médicale lors d’une grève de la faim, membre de la même organisation marxiste-léniniste « Ila-Alamam ».