متابعات عابر-.229 سايق الريح بالدبوس (الهراوة) (…) أنه زمن ترامب وزمن اليمين

واليمين المتطرف وزمن تفشي الفكر الكولونيا لي والغطرسة الفاشية الصهيونية وزمن والدونية. انه زمن بن غفير وسموت ريتش والنتن..ياهو في المشرق حيث عاثوا في الدنيا فسادا ووجعا. رئيس الحكومة الفاشي في جوهره وأزلامه يستأنفون الحرب على غزة في محيط تميز بظهور كل الازمات الداخلية لإسرائيل خاصة منها الأخيرة وما نجم على اقالة رئيس الشافاك وكذا الازمة الدستورية مع المستشارة القضائية للحكومة جراء محاولات الانقلاب على المؤسسة القضائية إلى جانب حالة اليأس وكل ما يحيط بذلك. أما حركة التمرد على مواصلة الحرب فقد باتت في تفشى متصاعد في صفوف المجندين والطيارين الرافضين لأداء الخدمة العسكرية ( بعد العريضة التي صدرت عن الطيارين العسكريين للمطالبة بإيقاف الحرب تلتها عريضة أخرى من جنود وضباط المدفعية يطالبون فيها بإيقاف الحرب وصدرت الأسبوع الماضي عريضة ثالثة هذه المرة من الأطباء في الجيش الإسرائيلي يطالبون كذلك بضرورة توقيف الحرب ورابعة من رجال الكوماندوس تطالب بنفس المطلب وتزايدت أعداد الموقعين على العرائض المطالبين بإيقاف الحرب الشاملة لكل القطاعات العسكرية). مثل ما ذكرنا في العدد السابق ذهب النتن..ياهو إلى البيت الأبيض مستدعيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتفنن في التزلف والشكر والمجاملات والتطبيل والتهليل بإلحاح كبير لهبل ترامب وهوسه في الحرب الاقتصادية التي يشنها ضد العالم أجمع، لكن حدث ما لم يكن في حسبانه، حدث له نصف ما حدث للرئيس الاوكراني زيلا نسكي بحيث أعطاه ترامب نصف ما قام به إزاء الرئيس الاوكراني يوم ما بهدله أمام الكاميرات التلفزيونية. وعاد مكسور الجنحان يجر خيبة أمله من هذه الزيارة إلى البيت الأبيض وما كان ينتظره من استدعاء ترامب له، لم يتحصل على التنزيل في الضرائب التي يفرضها ترامب على العالم ولم يتحصل على ما كان يأمل من هذه الزيارة والعودة بموافقة ترامب على قصف المنشآت النووية الإيرانية، بل على العكس من ذلك عرف كأي ها الناس أن هناك مباحثات ومفاوضات تجري في مسقط في سلطنة عمان بين أمريكا وإيران بالإضافة إلى « الطلب الامر » الذي وجهه له الرئيس ترامب عندما قال له  » لا أريد مشاكل مع تركيا. فأنا واردوغان صديقين » (وسنعود إلى هذا لاحقا.): « فإذا كانت لك مشاكل مع اردوغان قل ها لي وسأحلها. » لأن الاشكال المطروح أن تركيا متواجدة شمال سوريا (على الأراضي السورية) وإسرائيل تحتل جنوب سوريا. لذا تم التحذير من وجود إشكالات مع تركيا. فالنتن..ياهو ووزير الحرب في حكومته كات يقولان « لن نسمح لتركيا ببناء قواعد عسكرية في سوريا لأن هذا يشكل خطرا علينا ؟ ما هذا الهبل؟ وهذا التلاعب؟ وهذا الهذيان؟ صحيفة « معاريف » كتبت نهاية هذا الأسبوع تقول في هذا الشأن: « أن إسرائيل توجهت إلى تركيا تقول لها  » صحيح أنك ترين أننا نُصَعِّد بتصريحات في لهجة حادة وتبدو الأمور بيننا مشتعلةً ولكننا لا نريد المواجهة معك (وسنلمس ذلك فعليا عندما نتناول موضوع هذا الرهط الذي يسمي نفسه خليفة المسلمين أو يحلم بذلك. أي أن إسرائيل تقول في النهاية إلى تركيا: « دعيك مما نقوله فالمواجهة نحن لا نريدها. » وكذلك تركيا التي قالت بدورها لإسرائيل: » نحن أيضا من جهتنا نرى ذلك، فأنتم تستمعون منا خطابات متشددة اللهجة من الرئيس اردوغان ولكن نحن أيضا لا نريد مواجهة معك. أي أن هذين الكيانين تبادلا الرسائل والصخب الكبير بينهما ولكن المواجهة فلا أحد منهما يريدها. وفي الأسبوع الماضي فقط كان اللقاء بين الطرفان اللذان يصرخان ويهاجمان ولكنهما لا ينويان أكثر من ذلك حسب قول الصحيفة. فاللقاء تم في أذربيجان وقد أوضحت إسرائيل خلال اللقاء بأن أي تغيير في انتشار القواعد العسكرية الأجنبية في سوريا مثل انشاء قاعدة عسكرية تركية في منطقة تدمر (جنوب سوريا) سيعد تجاوزاً للخطوط الحمراء بالنسبة لإسرائيل. كما جاء أيضا بأن الجانبان توصلا خلال لقاء أذربيجان إلى تفاهم بشأن آلية دائمة تمكن الاثنان من التحرك داخل سوريا بدون ما يحتكا. واتفقا على اجتماعات منظمة بينهما بدون ذكر التفاصيل عن هذه الاجتماعات وموعدها (أي متى تكون) وأين تكون؟ وحسب نفس الصحيفة فبالنسبة لإسرائيل لا حاجة أصلا لترتيبات أكثر من اللازم لأن إسرائيل تقصف في سوريا متى تريد وتنفذ هجمات بشكل شبه يومي. وإسرائيل لن تسمح للنظام السوري الجديد بأن تتعاظم قوته وأن يبني جيشا أي أن هناك اتفاقات واسرائيل لا تحتاج لهذه الاتفاقات لأنها لا تسأل عندما تقصف سوريا. وتختم صحيفة معاريف بالقول: » صحيح أن هناك عداء متصاعدا ظاهريا بين إسرائيل وتركيا الا أن إسرائيل ترى تركيا لاعبا عقلاني(؟) فإسرائيل وتركيا خصمان ولكن ليس هناك حرب قائمة بينهما، إسرائيل لا تمانع بترميم العلاقة مع تركيا ولكن اردوغان غير مستعجل لترميم هذه العلاقة. ولكنه هو كذلك لا يريد مواجهة. ولهذا سنبقى كاسرائيل نستبيح الأراضي السورية ومع تركيا اتفقنا على الخطوط العريضة للأمر، ولا قلق بأن تتصعد الأمور لأن التصريحات من الطرفين مهما كانت ضراوتها وقوتها فلا مجال لتجسيدها على الأرض والواقع. هذا ما انفردت به صحيفة معاريف. أما باقي الاعلام الإسرائيلي فلقد تناقل الخبر الذي سربته صحيفة نيويورك تايمز عن منع ترامب النتن..ياهو من قصف ايران وهو الذي امر طيران إسرائيل بالشروع في الاعداد والتدريبات على أساس أن القصف سيكون في مدخل الشهر القادم. النتن..ياهو لم يعلق على الخبر ولم يفنده ولم يؤكده وموقفه هذا يعني أن الخبر صحيحا لأنه ان لم يكن كذلك لقال أن الخبر غير صحيح وانتهى. وجريدة نيويورك تايمز جاءت بالخبر وبكل التفاصيل المسربة ما لا يدع مجالا للشك أن النتن..ياهو هو الذي سرب الخبر خلسة ليقول للإسرائيليين انني اريد ان امحي الخطر الإيراني لكنهم لم يتركوني ولم يسمحوا لي وقد منعني ترامب من ذلك. هذا من جهة، ولقد جاء في التسريب ما مفاده كذلك أن المنشآت النووية الإيرانية ليست مجملة في مكان واحد بل هي متفرقة ومبعثرة في أماكن كثيرة مما يصعب تدميرها والقضاء على البرنامج النووي الإيراني. ويحدث كل هذا مع المساعي المصعورة للنتن..ياهو ولهفه على القيام بأي شيء لإفشال واتلاف المفاوضات بين أمريكا وايران ايران في مسقط (سلطنة عمان). فهو يعتزم التضحية بعدد من الجنود والخبراء والمختصين الذين ينوي ارسالهم (متسللين) إلى إيران لتدمير المنشآت النووية الإيرانية. هذا مع التذكير أن النتن..ياهو على مرمى حجر لتحقيق حلمه في تحويل دولة الكيان إلى دولة فاشية على الإسرائيليين انفسهم (لأنها بالنسبة للفلسطينيين فقد ظلت فاشية منذ زمان) هذا الوضع جعل الإسرائيليين في حالة قلق وخوفٍ من هذا الانزلاق الخطير على كيانهم لأن ما يهم النتن..ياهو هو بقاؤه في الحكم ولهذا نراه هذه الأيام مرعوبا من سقوط حكومته ويستجيب لكل ما يطلبه بن غفير وسموتريتش اللذان يساومانه مهددين بالخروج من الحكومة في حالة خروج الجيش وانسحابه من محور فيلادلفيا ونتصارم وفي حالة المرور إلى المرحلة الثانية من الصفقة. خروجهما من الحكومة يعني سقوطها ودخول النتن..ياهو السجن. وأما فيما يخص اردوغان فلقد خطر في ذهني ما قاله فيه سياسي انجليزي اسمه جورج قالوواي بمرارة وسخرية حيث قال « أرى أن اردوغان سيلتحق ببشار الأسد في منفاه في روسيا » طبعا السياسي البريطاني هذا حاول تغطية الشمس بالغربال أو أنه يسخر من نفسه لأن ما يقوله درب شاسع من الحقيقة وبعيد عن الواقع. لأن المنفى الطبيعي لأردوغان والاقرب اليه واللائق به هي تل ابيب والدوحة التي تفتح ذراعيها لكل حلفائها الحقيقيين. ولكنني أرى أن اردوغان ليس ابدا القائد الاسلامي كما يدعي ذلك لنفسه أو يحلم بذلك. إن لأردوغان أكبر حصيلة مع الكيان الصهيوني وملف علاقته بهذا الكيان أثقل من وزنه. ولقد انتقيت من ملف علاقته هذه بعض رؤوس الاقلام ألخصها في التالي: ° اردوغان هو الرئيس المسلم الوحيد الذي فاز ومُنِحَ « ميدالية الشجاعة اليهودية » منحها له اللوبي الصهيوني. °الرئيس اردوغان هو الرئيس الوحيد الذي زار إسرائيل خمس مرات وترحم على ضريح هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية. ° خلال فترة حكمه وقعت تركيا على 60 اتفاقية مع إسرائيل وبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل 9 كليار دولار سنويا. ° وفي عهده يدخل الإسرائيليون إلى تركيا بدون تأشيرة (فيزا) بينما يشبع الفلسطينيون شماتةً في طوابير الانتظار أمام أبواب والقنصليات التركية. °يقع ثاني أضخم مصنع للأسلحة الإسرائيلي في العالم في تركيا ولم يغلق ولا يوما واحدا بالرغم من الصيحات والصراخات المناصرة لغزة. ° بينما تغلق البلدان العربية موانئها في وجه السفن الإسرائيلية وبواخرها تضمن تركيا تموينها لإسرائيل عبر البحر. °أما داخل تركيا البلد الإسلامي الذي يرأسه الخليفة الإسلامي (الخلافة العثمانية الجديدة) توجد 20 ألف دار بغاء ودعارة قانونية بمدخول يقارب 4 مليار دولار للسنة. هذه هي الخلافة الاسلامية الجديدة التي تسعى إلى احيائها ودعمها أمريكا من خلال جمع كل بلدان « تان » في أوروبا الوسطى (أفغانستان وأذربيجان وتركستان الخ…) لكي تكون منطقة تصادم ومنطقة فصل في وجه روسيا وفي وجه انتشار التأثير الصيني وتواجده في العالم العربي وافريقيا أي في تصدي وحاجز على مسار طريق الحرير. بعد هذه الإشارات المركزة فإن كل من يظل يعتبر هذا الرهط (الكلمة تركية) من المنتسبين للدين الإسلامي ويعطونه الغطاء الديني ويلبسونه قفطان الإسلام فلابد له بمراجعة مؤهلاته وقدراته في التمييز واحتكامه للعقل. فما رأي خباز لندن زيطوط وجماعته في ذللك؟ …يتبع… بالرغم من أن الحكاية مستوحاة من شخصيات وأحداث حقيقية إلا أن الكاتب لجأ للسرد الروائي بغرض الترفيه. مونتريال، صلاح شكيرو

صلاح شكيرو